الـكـمـــيــــــن

بقلم / موسي فتوح
أمريكا وإسرائيل مجهزين كمين لمصر على حدود رفح…، وللأسف مصر داخلة على منحنى خطر جداً
اللي حصل النهاردة في رفح الفلسطينية واللي لسه بيحصل دلوقتي على حدود غزة وسيناء، هو أخطر لحظة مرت على تاريخ مصر الحديث في آخر 100 سنة…
وأخطر من أي حرب دارت في تاريخ الشرق الأوسط كله من بداية الصراع العربي الإسرائيلي ولحد النهارده…
والمصيبة إنك لو مش واخد بالك، هتفاجأ بعد كام أسبوع بمشهد كارثي .. إنه بقى فيه أكتر من 2 مليون فلسطيني واقفين مباشرةً على حدودك ..
2 مليون فلسطيني جعانين وعطشانين ومش لاقيين أكل ولا شرب، وجيش الاحتلال بيقصفهم وبيضرب عليهم نار من وراهم، والعالم كله بيترجاك تفتح لهم المعبر…
ولو فتحت… تبقى وقّعت على نهاية القضية الفلسطينية بإيدك، وضربت الأمن القومي بتاعك في مقتل
طاب إيه شكل الكمين ده بالظبط، وازاي أصلًا وصلنا للنقطة دي؟!
ركز بقى معايا في الكلام اللي جاي، لإن اللي انت على وشك انك تقراه في السطور الجاية، هيتكتب مستقبلًا في كتب التاريخ كأخطر مرحلة مرت على بلدك في تاريخها تقريبًا.. والله أعلم هنقدر نعدي منها بسلام ولا لأ…
شوف يا سيدي، الخطة الشيطانية اللي بنتكلم عنها دي، واللي بدأت أمريكا واسرائيل في تنفيذها النهاردة ؛ اواللي تفاصيلها بدأت تتسرب من أسبوع في مقالات لصحيفة النيويورك تايمز..
وبعدها مباشرة إسرائيل أعلنت إنهم هيسيبوا مسؤولية توزيع المساعدات الغذائية في غزة لشركات أمريكية «محايدة»
طاب يعني إيه الكلام ده ؟
يعني الأمم المتحدة اللي المفروض في الطبيعي بتقوم بدور توزيع المساعدات الغذائية والإنسانية، اتشطبت من المعادلة تمامًا،
والشركات اللي بتتولى التوزيع دلوقتي، كلها شركات أمنية أمريكية خاصة..
بس المؤسسات دي مش مجرد شركات أمنية عادية.. لأ خالص..
دي مؤسسات جاية تشتغل تحت غطاء «المساعدات الانسانية»، لكنها في الحقيقة بيديرها ضباط سابقين في المخابرات المركزية الأمريكية «CIA» والجيش الأمريكي..
وخليني أشرحلك المصيبة السوداء اللي ورا الشركات دي، واللي محدش واخد باله منها مع الأسف
1️⃣ أول شركة من دول يا صديقي اسمها «Safe Reach Solutions» ، ودي هتبقى المسؤولة عن تأمين وتوصيل المساعدات لأهالي القطاع
الاسم يديك إحساس بالرحمة، بس الحقيقة إنها واحدة من أخطر الأدوات اللي بيحاول الكيان اللي مايتسماش يستخدمها علشان يكمل خطته في تهجير أهل غزة برا أرضهم بالقوة ،
لأن الشركة دي بيشتغل فيها حوالي 1000 مقاتل مسلح، كلهم محترفين عمليات خاصة، وكانوا من ضمن صفوف قوات البحرية الأمريكية «المارينز» وضباط المخابرات المركزية الأمريكية أو الـ «CIA» ..
ودي أول مرة في التاريخ نشوف شركة مساعدات بيشغلها ضباط مخابرات ومرتزقة عندهم خبرة في القتال خلف خطوط العدو.
2️⃣ الشركة التانية بقى اسمها «Gaza Humanitarian Foundation- GHF» .، ودي هي اللي هتموّل عملية توزيع المساعدات…
وفي تصريحات رسمية للنيويورك تايمز، قالت إنها جمعت 100 مليون دولار من “دولة أوروبية مش عايزة تعلن اسمها”..
وطبعًا دي تغطية على هوية الممول الحقيقي للمساعدات وللخطة دي كلها.. أمريكا..
طيب مين أبرز أسماء الناس اللي ماسكين المنظمات دي؟
1️⃣ أول واحد هو شخص اسمه «فيليب ريلي» .. وده مين بقى؟ ضابط سابق في الـ «CIA» كان مسؤول عن ادارة الانقلاب اللي قادته الولايات المتحدة في نيكاراجوا في الثمانينات ،
ووقتها أدين من المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب ، يعني هو مجرم حرب رسمي بحكم محكمة دولي ،
فأمريكا لما حبت تعاقبه قامت عينته بعد كده في منصب المسئول الاستخباراتي الأول في حربها في أفغانستان.. يعني تخصصه هو صناعة الحروب واسقاط الدول والأنظمة…
فتخيل بقى لما يبقى مجرم حرب رسمي بالـ «CV» الاجرامي الدموي ده يبقى هو المسئول عن توزيع مساعدات انسانية … لقد أجهشت بالبكاء
2️⃣ التاني اسمه «جيك وود».. وده ضابط مارينز سابق، وحاليًا بيشتغل في الحراسات الخاصة والعمليات السوداء أو الـ «Black Operations» ،
اللي هي بتبقى عبارة عن عمليات خاصة ببتعمل خارج السجلات الرسمية للجيوش لخطورتها وحساسيتها..
والراجل ده نفسه أعلن استقالته من إدارة المنظمة من يومين، والسبب إيه؟! إنه شايف إن الخطة غير انسانية، وإنه لازم الأمم المتحدة تشارك فيها عشان تضمن انها تكون «انسانية» ..
وطبعًا دي مجرد ذريعة عشان يخلوا الأمم المتحدة تشترك وتتورط معاهم في الجريمة دي ويبقى متوفر ليهم غطاء أممي في اللي بيعملوه.
طاب هي إيه تفاصيل الخطة اللي ابتدوا ينفذوها النهاردة دي بالظبط وهما ناوين يعملوا ايه بالظبط في غزة ؟
الخطة باختصار بتنقسم لمحورين:
️️ المحور الأول تفريغ شمال غزة من سكانه، و️تجميع الناس كلها في الجنوب، وتحديدًا عند حدود مصر..
️️ وده تمهيدًا للمحور التاني.. التهجير الكبير…
طيب الخطة بينفذوها إزاي ؟
أولًا: بتحويل المساعدات لسلاح جيوسياسي
بدل ما كان فيه أكتر من 400 نقطة توزيع تابعين للأمم المتحدة في جميع أنحاء قطاع غزة شغالين قبل كده، الخطة الجديدة بقى فيها 4 نقاط توزيع بس وكلهم في الجنوب،
وكل نقطة هتغطي حوالي 300 ألف شخص… يعني إجمالًا النقط دي هتخدم حوالي 1.2 مليون بس من أصل أكتر من 2 مليون فلسطيني…
يعني تقريبًا نص السكان هيضطروا ينزحوا يا إما يموتوا من الجوع…
ومش بس كده، خد التفصيلة الأخطر بكتير…
الأماكن اللي اتعملت فيها نقاط التوزيع دي مدروسة بعناية شديدة،
• 3 منهم في جنوب القطاع (يعني بعيد عن الشمال)
• 1 في وسط غزة ، وده معمول تحديدًا جنوب محور «نتساريم» اللي بيفصل شمال وجنوب القطاع.. وده معناه إنك لو فلسطيني عايش في الشمال وعايز تاكل وتشرب،
لازم تنزل الجنوب، وتعدي من وسط قوات الاحتلال عشان تروح في اتجاه نقاط توزيع المساعدات…
ولو عديت؟ ممنوع ترجع تاني.. وهتفضل في مكانك..
وده معناه إنهم هيخلوا الشمال فاضي تمامًا لأول مرة من بداية الحرب.
يعني التهجير الممنهج… بس متغلف بمساعدات
ده غير كمان إن نقاط التوزيع دي ممكن تتحول لمصايد:
• ممكن يبقى فيها استجواب واعتقال
• ممكن يتم فيها تجنيد عملاء
• ومفيش أي ضمانة على حياة المدنيين اللي هيتعاملوا معاهم
وبكده هيتم بدء تنفيذ الجزء التاني من الخطة، اللي هيكون بيستهدف تفريع غزة بالكامل
● الأول؛ هيجبروا السكان على الانتقال جنوبًا عشان ياكلوا، وبعدها، لما يتمركزوا كلهم ويتكدسوا في أماكن النقط حوالين معبر رفح، هتتقفل عليهم السكة شمالًا، ويبدأ الضرب…
● التاني : جيش الإحتلال هيبدأ الاجتياح البري الكامل لقطاع غزة، واللي بدأ بالفعل التحضير لإنه يكون أكبر اجتياح بري في تاريخ الصراع ما بين الإحتلال والفلسطينيين…
وساعتها، الناس الأبرياء مش هيلاقوا مخرج غير البوابة المصرية… ويا إما مصر تفتح وتستقبل مليون لاجئ وتشارك في التهجير وتصفية القضية الفلسطينية للأبد،
يا إما ترفض وتتبهدل دوليًا من العالم كله (والعرب أولهم) وتظهر على إنها “بتمنع الأكل عن الجوعى، وبتشارك في حصار الفلسطينيين”.
وهو ده الكمين الحقيقي… إنهم يخلوا شكلك انت قدام العالم اللي بتجوع الفلسطينيين.. مش الاحتلال
طيب ليه أمريكا بتعمل كده دلوقتي ؟
علشان باختصار ترامب عايز يحقق نصر سريع، ويخلّص من الضغط المالي الرهيب جوه بلده (أكتر من 34 تريليون دولار ديون).
ويستخدم المساعدات كغطاء لهندسة سياسية جديدة في غزة بعد تدمير المقاومة…
وأهو الجيش الإسرائيلي دلوقتي استنفر قواته كلها، واستدعى 450 ألف جندي وضابط من قوات الاحتياط ، يعني سخر أقصى وكل قوته العسكرية عشان يبدأ ينفذ الخطة..
وأثناء ما انت بتقرا السطور دي، حوالي 77% من القطاع بقى تحت سيطرة الاحتلال، والناس اتحشرت في ثلاث مناطق ضيقة بس..
وحاليًا فيه 470 ألف جندي اسرائيلي بيدكوا شمال القطاع، استعدادًا لاجتياح بري كامل… وبدأوا بالفعل في تهجير حوالي 300 ألف فلسطيني من الشمال للجنوب، تمهيدًا للضغطة الأخيرة…
يعني ضربة قاضية تفرغ القطاع من أهله، وتنقل المشكلة كلها على حدود مصر..
طيب انت دلوقتي كمواطن مصري عادي مالوش في الحروب ولا السياسة… إيه اللي يهمك في كل ده ؟
اللي يهمك هو انك دلوقتي بتتحط في كمين على مرآى ومسمع من العالم كله…
وكل اللي بيحصل مقصود بيه هو إنهم يوصلوا الأمر لحد ما تصبح الحدود بتاعتك هي آخر أمل لجحافل من البشر الجعانين اليائسين اللي بيهربوا من الحرب…
ولو دخلوا مرة… مش هيطلعوا تاني، ولا هيرجعوا غزة، ولا هتقدر تلمهم في سينا، وساعتها هتبقى انت اتجرجرت رسمي في مشروع التهجير اللي العالم كله حطك فيه غصب عنك..
وبلدك هتصبح هي الهدف التالي للتوسع الصهيوني في المنطقة.. من النيل للفرات…
اللي بيحصل النهاردة ده مش مجرد حرب.. دي لحظة فارقة في تاريخ القضية، وتاريخ مصر كمان ، لأن مصر هي آخر درع ، ولو الدرع ده انكسر، يبقى مفيش حد هيقدر يقف قدام الطوفان اللي جاي…