Uncategorizedمناسبات

في ذكرى رحيلها الـ81.. أسمهان: صوت خُلد رغم الرحيل المبكر

كتبت / نور حسنى

تحل اليوم، الإثنين 14 يوليو 2025، الذكرى الـ81 لرحيل الفنانة الكبيرة أسمهان (الاسم الحقيقي: آمال الأطرش)،

التي رحلت عن عالمنا في حادث سير مأساوي عام 1944، وهي في قمة مجدها الفني، عن عمر لم يتجاوز 32 عامًا،

لكنها تركت إرثًا فنيًا فريدًا لا يزال حاضرًا في ذاكرة عشّاق الطرب الأصيل.

نشأة وميلاد موهبة مبكرة

وُلدت أسمهان في 25 نوفمبر 1912 لعائلة درزية من جبل الدروز في سوريا، وانتقلت مع أسرتها إلى مصر في سنوات طفولتها الأولى، هربًا من الاضطرابات السياسية.

ومنذ الصغر، لفتت الأنظار بصوتها الساحر وإحساسها العالي، وكانت تردد أغاني السيدة أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وشقيقها الفنان فريد الأطرش، الذي كان الداعم الأكبر لها.

الصدفة لعبت دورًا كبيرًا في انطلاقتها الفنية، حين سمعها الملحن الكبير داود حسني تغني أثناء زيارة لشقيقها، وأعجب بصوتها قائلًا:

“كنت أدرّب فتاة تشبهك جمالًا وصوتًا، لكنها ماتت قبل أن يشتهر اسمها. لذلك، أحب أن أدعوك باسمها: أسمهان.” ومنذ تلك اللحظة، صار هذا الاسم هو بوابة المجد الفني.

حضور سينمائي محدود وبصمة لا تُنسى

رغم عمرها الفني القصير، تركت أسمهان بصمة واضحة في السينما الغنائية، حيث شاركت في فيلمين فقط: “انتصار الشباب” (1941) مع فريد الأطرش،

و”غرام وانتقام” (1944) مع يوسف وهبي، أنور وجدي، محمود المليجي وبشارة واكيم. وفي هذا الفيلم قدّمت مجموعة من أروع أغانيها،

مثل “ليالي الأنس في فيينا” و”إمتى حتعرف”، والتي لا تزال تتردد حتى اليوم في أذهان عشاق الفن الراقي.

الرحيل الصادم.. حادث غامض ونهاية مأساوية

في يوم الجمعة 14 يوليو 1944، وخلال فترة استراحة من تصوير فيلم “غرام وانتقام”، طلبت أسمهان إجازة قصيرة وسافرت برفقة صديقتها ومديرة أعمالها ماري قلادة إلى رأس البر،

لكن السيارة التي كانت تقلهما انحرفت عن الطريق وسقطت في ترعة الساحل قرب مدينة طلخا،

لتلقى الاثنتان مصرعهما غرقًا وسط ظروف غامضة أثارت كثيرًا من التساؤلات والشكوك، وما زالت بعض تفاصيل الحادث محل جدل حتى اليوم.

إرث فني خالد

رغم أنها لم تعش طويلًا، فإن أسمهان حجزت لنفسها مكانة استثنائية في تاريخ الغناء العربي. بصوتها المميز، وقدرتها على أداء الألوان الغنائية الشرقية والغربية بإتقان،

اعتبرها الكثيرون ندًّا حقيقيًا لكبار المطربات في عصرها، بل ورمزًا للأنوثة والفن الرفيع.

رحلت أسمهان، لكنها لم تغب، وظل اسمها يتردد كواحدة من أعذب الأصوات التي عرفها الفن العربي،

وصاحبة قصة حياة استثنائية انتهت بمأساة، لكنها خلدتها في ذاكرة الطرب والزمن الجميل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى