✍️ماذا قدّمنا لأهلنا في السودان؟ بقلم / د . رجب عبد اللطيف محمد
رئيس قسم التنمية البشرية
✍️ماذا قدّمنا لأهلنا في السودان؟
السودان اليوم يمرّ بواحدة من أعنف أزماته في التاريخ الحديث. حربٌ طاحنة، ونزوحٌ بالملايين، ودمارٌ طال كل جانب من جوانب الحياة. ومع كل هذا الألم يبقى السؤال الإنساني الأهم:
هل قدّمنا شيئًا لأهلنا هناك؟
وماذا نستطيع أن نقدّم في وقت تتسع فيه الحاجة وتقلّ فيه الأيادي الممدودة؟
🟢 أولًا: ملخص لما يحدث في السودان
منذ اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، اشتعلت المعارك في معظم الولايات، وخاصة الخرطوم ودارفور وكردفان، مما أدى إلى:
🔰اشتداد القتال داخل المدن المكتظة بالسكان .
🔰انهيار الخدمات الأساسية: المستشفيات، الكهرباء، المياه، التعليم.
🔰انتشار الجوع بسبب توقف الإمدادات الغذائية.
🔰نزوحٍ هائل للأهالي بحثًا عن مكان آمن.
ا🔰رتفاع معدلات الجريمة والانتهاكات الإنسانية.
💠الحرب لم تعُد معركة بين طرفين، بل صارت كارثة تمسّ كل سوداني داخل البلاد وخارجها.
🟢 ثانيًا: إحصائيات صادمة عن حجم الدمار
هذه الأرقام توضّح حجم الكارثة الإنسانية كما وردت في تقارير المنظمات الدولية:
1️⃣ عدد المحتاجين
أكثر من 30.4 مليون شخص بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة
2️⃣ النزوح
نحو 11.7 مليون نازح حتى نهاية 2025.
منهم 7.25 مليون داخل السودان، و4.2 مليون عبروا الحدود إلى دول الجوار.
3️⃣ المجاعة
24.6 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد .
تأكّد حدوث مجاعة (IPC5) في مناطق مثل الفاشر وكادوقلي.
4️⃣ الدمار الصحي
خروج أغلب المستشفيات عن الخدمة .
انتشار الكوليرا وأمراض ناتجة عن نقص المياه النظيفة.
5️⃣ السكن والمأوى
58% من النازحين يعيشون في مناطق حضرية متهالكة .
42% في مخيمات غير رسمية وظروف قاسية.
هذه الأرقام ليست مجرد بيانات… إنها دموع وأرواح وأسر فقدت كل شيء.
🟢 ثالثًا: ماذا يمكن أن نقدّمه لأهلنا في السودان؟
1️⃣ الدعم الإنساني المباشر
✅المساهمة في توفير الغذاء والمياه للأسر المنكوبة.
✅دعم مبادرات توفير الدواء لكبار السن والمرضى.
✅مساندة النساء والأطفال في مراكز الإيواء.
2️⃣ التوعية بالقضية السودانية
✅نشر الحقائق والمعلومات الموثوقة عن الأوضاع هناك .
✅مواجهة الشائعات التي تضلّل الناس وتزيد الانقسام.
✅دعم أصوات السودانيين على مواقع التواصل.
3️⃣ الدعم المالي للمبادرات الموثوقة
✅التبرع للجمعيات الإنسانية المعروفة بالنزاهة .
✅المشاركة في تجهيز قوافل الإغاثة والدواء.
✅دعم المبادرات الشعبية التي تصل مباشرة للمتضررين.
4️⃣ الدعم النفسي والمعنوي
✅كلمة طيبة، رسالة دعم، موقف إنساني… كلها تصنع فرقًا كبيرًا .
✅تقديم مساحات آمنة للأهالي للتعبير عن ألمهم.
5️⃣ تقديم المهارات والخبرات
✅المساعدة في تعليم الأطفال عن بُعد .
✅تقديم استشارات اجتماعية أو نفسية للمتضررين.
✅تدريب الشباب على مهارات تساعدهم في إيجاد فرص عمل.
6️⃣ أهمية الدعاء
✅الدعاء لأهل السودان بالفرج، وبالأمان والسلام .
الدعاء عبادة وسلاح المظلومين ينصر الله به عباده المخلصين فهو طاقة روحية تمنح المظلومين أملًا وتذكّرنا بواجبنا تجاههم.
والدعاء ليس بديلًا عن العمل، بل شريكٌ له، يكمّله ويقوّيه.
✍️وفي الختام :
قد لا نستطيع إيقاف حرب، لكننا نستطيع أن نخفّف ألمًا، أو نسدّ جوعًا، أو نعيد الأمل لقلب منكسر.
السودان اليوم ينادي العالم… وينادي إخوتَه في الإنسانية.
ومهما قدّمنا فهو قليل أمام ما يمرّون به، لكنّه في ميزان الرحمة كبير.
اللهم احفظ أهل السودان، وارفع عنهم البلاء، واكتب لهم الأمن والسلام.
