كتبت / هويدا الهجين
قصة شاه ايران محمد رضا بهلوي مع الرئيس الإنسان محمد أنور السادات تخلى عنه العالم فاستقبله السادات استقبال الملوك !!
محمد رضا شاه بهلوي (1919-1980) شاه إيران في الفترة من (1941-1979)،
ولد محمد شاه في طهران، وهو الابن الأكبر لرضا خان الذي حكم إيران ،
في الفترة ما بين (1925-1941)، وقد نودي بمحمد شاه وريثا للعرش عام 1926..
وكان آخر شاه يحكم إيران واستمر حكمه من 1941 إلى1979 وكان يلقب بـ (شاهنشاه) أي ملك الملوك ..
تزوج الاميرة فوزية فؤاد شقيقة الملك فاروق الأول في عام 1939، وانفصل عنها في 1949،
وتزوج بعدها ثريا اسفندياري عام 1951 وتم الطلاق عام 1958 ،
ثم تزوج فرح ديبا وهي الزيجة الثالثة و الاخيرة عام 1959 ..
كان الشاه محمد رضا بهلوي، آخر “شاه” للمملكة الإيرانية، قبل أنّ تتحول إلى جمهورية بعد الثورة الإسلامية التى قامت عام 1979،
فحين اشتدت الاضطرابات السياسية في إيران ،
أُرغم الشاه محمد رضا بهلوي على مغادرة إيران بغير رجعة ، اثر مظاهرات عارمة ،
و اضطرابات شعبية هائلة في العاصمة طهران نشبت ضد الاضطهاد ،
والظلم وإثر سياسة منع الحجاب وتغيير التعليم ،
فقرر شاه ايران الرحيل لتجنب إراقة الدماء ، فيما كان يعاني مرضاً خطيراً استوطن في جسده بعد ذلك ..
حاول الشاه الذهاب الى أوروبا ولكنها رفضت إستقبال طائرته و توالى رفض باقي السفارات،
إلى أن نزل الشاه بطائرته فى أسوان فى 16 يناير 1979 ،
واستضافه الرئيس أنور السادات الذى كان على علاقة جيده مع الشاه منذ نهاية الستينات.
وفى مصر، حرص السادات على أن يقدم لضيفه مراسم استقبال تليق برؤساء الدول ،
مع السجادة الحمراء عند باب الطائرة واستعراض حرس الشرف ..
نزل الشاه وزوجته فى فندق أوبروي المبنى على جزيرة وسط النيل بالقاهرة.
سعى الشاه وزوجته معًا للجوء إلى المغرب بدعوة من الملك الحسن الثاني ،
ولكن اضطر الشاه أن يغادر المغرب ذاهبا الى جزر البهاما ،
ثم بعد ذلك الى المكسيك، لم تقبل أي دولة وجود الشاه الإيراني،
لم يكن مرحباً بالشاه في بلدان العالم ..
ولفترة من الزمن، اتخذ الشاه بنما مستقراً له حتى ساءت حالته الصحية ،
وتحتم عليه الحصول على علاج،
فسمح الرئيس الامريكي جيمي كارتر للشاه المخلوع بالقدوم إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج،
وما ان استقرت الحالة الصحية للشاه،
سارعت الحكومة الامريكية بطلب إلى الشاه لمغادرة الولايات المتحدة لتنامي الضغوط،
على الولايات المتحدة من إيران التي تطالب برأس الشاه ..
وضاقت الأرض على الشاه بما رحبت الا من الرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي استضاف الشاه في مصر ،
و منحه ملاذا بها وخصص له قصر القبة لكي يقيم فيه عام 1980 ،
وتغاضى الرئيس السادات عن المظاهرات الشعبية الغاضبة التي قامت في مصر ضد قراره بإيواء الشاه ..
وقد أكد الرئيس الراحل محمد أنور السادات في إحدى خطبه الشهيرة عن مدى امتنانه للشاه محمد رضا،
حيث قال إنه قبل حرب أكتوبر لم يكن في مصر فائض من البترول يكفيه 15 يوما فقط،
وحين طلب من الزعماء العرب لم يرفضوا، ولكن لم يبالوا بخطورة الموقف،
إذ طلبوا منه أن يرسل وزير النفط المصري، وبعدها بشهور يرسلون البترول، فرد قائلًا :
” هم مش على بالهم ومرتاحين” ، لكن شاه إيران لم ينتظر حينما طلب السادات منه مساعدته،
فأرسل سفن البترول التي كانت تتجه إلى أوروبا لترسو في ميناء الإسكندرية،
وتزود مصر بالنفط الإيراني، وشدد على دوره الكبير في دعم مصر بالبترول اللازم للدولة والجيش،
في فترة الحرب ضد العدو الإسرائيلي ..
وأشار السادات إلى أنه طلب من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي إمداده بالبترول،
استعدادًا لحرب أكتوبر إلا أن الرئيس القذافي رفض ذلك الطلب !!
جدير بالذكر انه حينما أُعلن قيام الثورة الإسلامية في إيران،
كان الرئيس السادات من أشد المهتمين بدعم عرش الشاه والحفاظ على حكمه،
لدرجة أنه قطع محادثاته في كامب ديفيد ذات يوم ليتصل به ويعلن مساندته له،
وأُرغم الشاه على مغادرة إيران للمرة الثانية، ولكن هذه المرة بغير رجعة،
ليتسلَّم الخميني الحكم بعد عودته من منفاه في فرنسا 1979..
ويرحل محمد رضا بهلوي عن عالمنا في 27 يوليو 1980،
و يقيم له الرئيس السادات جنازة عسكرية مهيبة من قصر عابدين و يعزف السلام الإمبراطورى الإيرانى،
و قد حمل النعش ملفوف بعلم إيران فوق عربة مدفع يجرها ثمانية من الخيول العربية ،
وشارك فيها ولى عهده رضا بهلوى الثانى والرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون ،
وملك اليونان السابق قسطنطين الثانى وسفراء عدة دول ،
ودفن فى مسجد الرفاعى بنفس الغرفة التى كان مدفوناً بها والده رضا بهلوى عام 1944،
قبل نقله إلى طهران بعد طلاق الشاه من الاميرة فوزية فؤاد ..
وكتبت جيهان السادات في مذكراتها : ” لم تُنظم جنازة رسمية أكبر من هذه،
نظم أنور كل شيء بنفسه، مشرفًا حتى على أدق التفاصيل،
تقدم الموكب آلاف من طلاب أكاديميتنا العسكرية، كلهم يعزفون الآلات الموسيقية،
ويرتدون الزي العسكري الأبيض، والأصفر، والأسود بحسب رتبتهم،
وساروا وراء الجنود حاملين أكاليل الورد والزهور، يتبعهم ضباط راكبين الخيول،
ثُم جاءت سرية من الرجال حاملي نياشين الشاه العسكرية،
فوق وسائد من القطيفة السوداء، تتقدم النعش الملفوف بعلم إيران” ..
وفي كل عام تحرص زوجة الشاه الراحل إمبراطورة إيران السابقة “الشهبانو” فرح ديبا ،
بزيارة قبره كل عام بمسجد الرفاعي بصحبة السيدة جيهان السادات ..