حوادث و قضايامحافظات

قتلوا العريس بخنجر الغدر.. عادل خرج ليهدي خطيبته فانتهى جثةً على الإسفلت

أسرة الضحية تطالب بالقصاص

متابعة أخبار الصباح 

لم تهدأ دموع تلك الأسرة المكلومة منذ أن ودعت نجلها الشاب عادل أشرف قشطة إلى مثواه الأخير،

عقب ساعات من طعنة غادرة سكنت جسده، وسرقت منه حلم الحياة، وسرقت منهم النور والفرحة إلى الأبد.

في شارع طرح البحر بمحافظة بورسعيد، أحد أشهر الشوارع السياحية، ارتُكبت جريمة لا تنساها الذاكرة،

ولا يغفرها قلب أم ثكلى تنام باكية وتصحو باكية، وكل ما تردده في حُزنٍ موجع: ابني مات مظلوم.. مش هناخد عزاه غير لما حقه يرجع.

خرج يفرّح خطيبته.. فرجع في كفن

يروي أشرف قشطة، والد الشاب القتيل، تفاصيل اللحظات الأخيرة التي غادر فيها عادل منزله عصر ذلك اليوم المشؤوم،

يقول: خرج الساعة 4 العصر، كان رايح يجيب هدية لخطيبته، حجزها مخصوص وكان رايح يدفع بقيتها علشان يفرّح البنت اللي حبها.. كان رايح على أمل، رجع في كفن.

وفي لحظة عبثية، قابل عادل شخصًا يدعى “مختار. أ.”، كان بينهما خلاف بسيط كخلافات الشباب، لكن ما حدث بعدها كان مروعًا، إذ استل المتهم سلاحًا وصفه الأب،

قائلًا: خنجر شبه السمكي.. مش سلاح عادي.. ده معمول مخصوص للقتل وسفك الدم، ماينفعش حتى للخناقات، ده معمول للذبح.

انهار الأب وهو يتحدث عن شكل السلاح، وعن كلمات سمعها من والد المتهم لاحقًا، قال فيها: “أنا عندي خمس عيال،

واحد فيهم يروح مش مشكلة، ليفهم بعدها أن النية كانت مبيتة، وأن الخنجر كان معدًّا للقتل، وأن نجله لم يكن الضحية الوحيدة المحتملة.

5 رِتَل دم.. وغرفة عمليات 5 ساعات

نُقل عادل إلى المستشفى غارقًا في دمه، نزف خمس رتل دم كاملة، كما يقول والده، ودخل غرفة العمليات لمدة خمس ساعات،

ثم نُقل إلى العناية المركزة متصلًا بجهاز تنفس صناعي، دون أن يفيق: كنت مستنيه هو اللي يشيلني يوم ما أكبر..

لقيت نفسي بشيله وأنا واقف مش قادر أصدق، هكذا اختنق صوته وهو يتحدث عن لحظة غسل نجله وحمله إلى المقابر.

كنت بطل يا عادل.. جنازتك كانت زفّة

في ركنٍ آخر من الغرفة، كانت الأم تحتضن صورة نجلها، تحدثه وكأنه ما زال حيًا، تقول له بصوت مكسور:

كنت جميل يا عادل.. شفت في جنازتك اللي عمري ما شفته.. جنازتك كانت زفّة، كل بورسعيد مشيت وراك، شفت دموع زمايلك، دموع إخواتك، بس إنت مشفتهاش يا ابني.

وتتابع الأم: كل يوم كنت بودّعك من الشباك لما تنزل، وفي اليوم ده ما ودعتكش.. حسيت إن قلبي بيطمنك من بعيد،

بس الحقيقة إن قلبي طلع معاك ومارجعش، أنا جسد من غير روح، ومستنية اليوم اللي أشوفك فيه في الحلم، تعالى لي يا عادل، تعالى طمّني.

سميته على اسم خالك.. اللي مات مظلوم

شقيقته الحامل، جلست تبكي وتضع يدها على بطنها، تحدث جنينها: هسميك عادل، زي خالك.. عادل كان كل حاجة ليا،

كنا بنضحك سوا ونحكي سوا.. قتلوه وهو بيحب، قتلوه وهو رايح يفرّح خطيبته.. قتلوه ليه؟.

ثم تصرخ في حُرقة: ليه يا ظالم؟! حرمتني منه، وحرمت ابني منه، عادل كان ملاك، الناس كلها بتحبه، الكبير والصغير.. عمره ما أذى حد!”

القاتل مجهز سلاح.. والنية كانت واضحة

يؤكد الأب أن ما حدث لم يكن خناقة عادية تطورت، بل جريمة مكتملة الأركان، حيث كان القاتل يحمل خنجرًا مخصصًا للقتل، وهو ما يُعد دليلاً على سبق الإصرار،

متسائلًا: إزاي شاب عنده 20 سنة يحمل سلاح زي ده؟ ده لو ماقتلش ابني، كان ممكن يقتل بيه حد تاني،

ويختتم كلامه بنبرة غاضبة: إحنا مش هناخد عزاه غير لما القاتل يتحاسب.. القصاص هو العدل، مش أقل من كده.

بورسعيد كلها تطالب بالقصاص

منذ وقوع الجريمة، اشتعلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في بورسعيد، بمئات المنشورات التي تطالب بالقصاص العادل لعادل أشرف،

الشاب الذي وصفه الجميع بأنه محبوب، خدوم، طيب، لا يؤذي أحدًا.

الأسرة كلها تطالب بتحقيق العدالة، وتؤكد أن أي تساهل مع الجاني، أو حبسه لسنوات دون إعدامه، قد يكون تمهيدًا لجريمة جديدة،

فهم يرون أن دم ابنهم يجب ألا يُهدر، وصوتهم يرتفع بنداء واحد: القصاص لعادل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى