كل ما تريد معرفته عن شهر شعبان …بقلم / د . رجب عبد اللطيف محمد
مدير قسم التنمية البشرية

كل ما تريد معرفته عن شهر شعبان
في هذه المقالة سنتحدث بمشئية الله تعالي عن كل ما تريد معرفته عن شهر شعبان
من خلال النقاط التالية :
1- موقعه بين الشهور
2- فضل صيام شهر شعبان
3- فضل ليلة النصف من شعبان
4- تخصيص يوم النصف من شعبان بصيام أو قيام
5- النهي عن تطوع الصيام بعد انتصاف شهر شعبان
6- أهمية الاستعداد لرمضان
7- الخاتمة
🔶 موقعة بين الشهور :
شهر شعبان هو الشهر الثامن في التقويم الهجري، ويأتي بعد شهر رجب
وقبل شهر رمضان المبارك. وقد وردت في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تبين فضل هذا الشهر
وأهمية الأعمال الصالحة فيه.
🔶 فضل صيام شهر شعبان:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام في شهر شعبان، حتى قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: “ما رأيتُ
رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ استكمل صيامَ شهرٍ قطُّ إلا رمضانَ، وما رأيتُهُ أكثرَ صيامًا منه في شعبانَ”.
كما ورد عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قال: “قلتُ: يا رسولَ اللهِ، لم أركَ تصومُ من الشهورِ ما تصومُ من شعبانَ؟
قالَ: ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنه بينَ رجبٍ ورمضانَ، وهو شهرٌ تُرفعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ”.
🔶 فضل ليلة النصف من شعبان:
لم يرد في فضل النصف من شعبان غير حديث اختلف العلماء في صحته منهم من حسنه
والراجح أنه حديث ضعيف وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إنَّ اللهَ تعالى يطَّلعُ في ليلةِ النصفِ
من شعبانَ، فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلا لمشركٍ أو مشاحنٍ”.
🔶 تخصيص يوم النصف من شعبان بصيام أو قيام
تخصيص يوم النصف من شعبان بالصيام أو القيام ليس من السنة، بل هو من البدع التي لم يثبت فيها دليل صحيح.
كما يُنصح بعدم صيام الأيام التي تسبق رمضان مباشرة، إلا إذا كان المسلم قد اعتاد على صيامها،
وذلك تجنبًا لزيادة العبء على النفس.
🔶 النهي عن تطوع الصيام بعد انتصاف شهر شعبان
مما حصل الخلاف فيه بين الفقهاء لتعارضه مع ما نقل من إكثار النبي -صلى الله عليه وسلم- من الصوم في شعبان،
وترغيبه في ذلك.
فهل صح حديث النهي عن الصوم بعد نصف شعبان؟
وعلى فرض صحته ما وجه الجمع بينه وبين غيره من الأحاديث؟
عن أبي هريرة مرفوعا: (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا) أخرجه أصحاب السنن وابن حبان وغيره.
ممن صحح هذا الحيث: الترمذي، وابن حبان، والحاكم، والطحاوي، وابن عبد البر، وأحمد شاكر، والألباني.
وممن ضعفه: ابن مهدي، وأحمد بن حنبل، وأبو زرعة، والدار قطني، والذهبي، والوادعي من المعاصرين.
وعليه فإن الحديث مختلف في صحته وضعفه بين المحدثين، وعلى فرض ضعفه فقد كفينا الجواب عنه،
لأن الضعيف لا يقوى على معارضة المقبول، فنأخذ بعموم أحاديث الترغيب في الصيام في شعبان.
كحديث البخاري عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر
حتى نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان.
ولا فرق في ذلك بين النصف الأول منه والنصف الثاني، وإنما يبقى تحريم تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين وهذا قد صح فيه
النهي بحديث في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقدموا رمضان
بصوم يوم أو يومين، إلا رجلا كان يصوم صوما فليصمه”.
وعلى فرض صحة حديث (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا)، فلا بد من الجمع بينه وبين الأحاديث الأخرى، وقد جمع بعض من
يرى صحة الحديث بأجوبة منها:
أن النهي يُحمل على التنزيه في حق من لا يقوى على وصل الصيام برمضان فيضعف عن صيام الفريضة.
🔶 أهمية الاستعداد لرمضان:
يُعتبر شهر شعبان فرصة للمسلمين للاستعداد لشهر رمضان المبارك، من خلال الإكثار من الأعمال الصالحة،
مثل الصيام والقيام وقراءة القرآن، لتكون النفس مهيأة لاستقبال الشهر الفضيل.
🔶 وفي الختام :
يُعد شهر شعبان فرصة عظيمة للمسلمين لزيادة الأعمال الصالحة والتقرب إلى الله تعالى، استعدادًا لشهر رمضان المبارك.
يجب اغتنام هذه الفرصة بالصيام والقيام وقراءة القرآن، مع تجنب البدع والالتزام بما ورد في السنة النبوية الشريفة.