
🖊️ السرقة الممتعة
✳️يأتي رمضان، فنستقبله بفرحٍ وشوقٍ، نخطط لأيامه ولياليه، نضع جداول للعبادة، ونمني أنفسنا بالختمات القرآنية، والصلاة في جوف الليل، والتقرب إلى الله. لكن مع أول يوم، تبدأ السرقة، سرقة ممتعة، لا يشعر بها معظمنا، بل نستسلم لها برضا، وكأننا نحن من طلب أن نُسرَق!
🔶 كيف تحدث السرقة؟
يبدأ الأمر بإعلان ترويجي لمسلسل شيق، ثم جدول مزدحم بأعمال درامية “خاصة برمضان”، بعضها تاريخي، وبعضها ديني، وأغلبها ترفيهي. ومع كثرة العروض، نقرر أن نتابع “فقط هذا المسلسل”، ثم آخر، ثم نقع في الفخ… حلقات تمتد لساعات، وحلقات أخرى نعيد مشاهدتها، حتى نجد أن يومنا انتهى، وأننا بالكاد أدينا العبادات المفروضة، أما النوافل وقراءة القرآن، فقد ذهب وقتها بين مشهدٍ وآخر!
🔶 المسلسلات وخطر ضياع الأجر
رمضان ليس شهراً عادياً، إنه موسم الطاعات، والسباق نحو المغفرة والرحمة والعتق من النار. لكن حين يتحول إلى موسم المسلسلات، فإننا نخسر كثيرًا:
1️⃣ ضياع الوقت : ساعات طويلة أمام الشاشات، بدل استغلالها في العبادة أو العمل الصالح.
2️⃣ ضعف الروحانية : التعلق بالدراما يمنع القلب من التأثر بالقرآن والصلاة.
3️⃣ ذهاب أجر الصيام: ليس الصيام مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل عن اللغو واللهو. فما الفائدة إذا كنا نصوم النهار، ثم نقضي الليل في تسلية غير نافعة؟
4️⃣ المشاهد المحرمة: كثير من المسلسلات لا تخلو من مشاهد لا تليق بحرمة الشهر الفضيل .
🔶 كيف نوقف هذه السرقة؟
🔹ضع جدولًا أولوياته الصلاة والقرآن والعبادة، ثم الترفيه بالامور الحلال التي تخلوا من الإثم إن تبقى وقت في يومك.
🔹اختر البرامج الدينية الهادفة، وتجنب الانخراط في الدراما.
🔹ذكر نفسك بأن رمضان فرصة لا تعوض، والمسلسلات ستبقى بعده.
🔹استبدل وقت المشاهدة بوقت مع العائلة، أو عمل خيري، أو تدبر في القرآن.
🔶 وفي الختام، رمضان 30 يومًا فقط، إما أن تستثمره فيما يرضي الله وتكون من الفائزين ؛ او تضيع هذه الأيام مع البرامج والمسلسلات وتحرم نفسك من فضائل هذا الشهر الكريم.