مقالات و رأي

ليلةٌ بعمر … بقلم د . رجب عبد اللطيف محمد

مدير قسم التنمية البشرية

  ليلةٌ بعمر

ليلةٌ واحدة، لكنها تساوي أكثر من ثلاثة وثمانين عامًا من العبادة! إنها ليلة القدر، الليلة التي اختصّها الله ببركة لا نظير لها، وجعلها فرصةً عظيمة لكل من يبحث عن المغفرة والقرب منه. فما هو فضلها من القرآن والسنة؟ وكيف نستثمرها بأفضل طريقة؟

🔶 أولًا: فضل ليلة القدر في القرآن

تحدّث الله سبحانه وتعالى عن هذه الليلة في سورة كاملة، فقال:

“إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ۝ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ۝ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ۝ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ۝ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ” (القدر: 1-5).

✳️ من معاني هذه الآيات:

🔹 نزول القرآن فيها: مما يدل على شرفها وعظمتها.

🔹 خير من ألف شهر : أي أن العبادة فيها أفضل من عبادة 83 سنة و4 أشهر!

🔹 تنزل الملائكة: مما يدل على كثرة الخير والبركة.

🔹هي حتى مطلع الفجر: فهي تنتهي بطلوع الفجر.

🔶 ثانيًا: فضلها في السنة النبوية

🔹قال النبي ﷺ: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه” (متفق عليه).

🔹وقالت عائشة رضي الله عنها: “يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر، ماذا أقول فيها؟” فقال: “قولي: ا

للهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني” (رواه الترمذي وصححه الألباني).

🔶 ثالثًا: كيف نستثمر ليلة القدر؟

1️⃣ تحرّيها في العشر الأواخر

قال النبي: “تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان” (متفق عليه)، وهي غالبًا في الليالي الوترية (21، 23، 25، 27، 29).

2️⃣ الإكثار من الصلاة والقيام

أفضل عمل فيها هو القيام، فاحرص على صلاة التهجد بخشوع وإطالة السجود، لأن القرب من الله يكون في السجود.

3️⃣قراءة القرآن والتدبر فيه

اجعل لك وقتًا لقراءة القرآن، وركّز على التدبر والتفكر في معانيه، فهذه ليلة نزل فيها القرآن.

4️⃣ الإكثار من الدعاء

اجعل “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني” دعاءك الأساسي، وأضف إليه ما شئت من حاجات الدنيا والآخرة، فهذه ليلة تستجاب فيها الدعوات.

5️⃣ الصدقة في هذه الليلة

تصوّر أنك تتصدّق بصدقة، فيكتب لك أجرها وكأنك تتصدق يوميًا لمدة 83 سنة! فاغتنمها ولو بالقليل.

6️⃣ اجعل قلبك حاضرًا

لا يكفي أن تؤدي العبادات بجسدك فقط، بل أدِّها بقلبٍ حاضر، وخشوعٍ صادق، ويقينٍ بأن الله سيقبل منك.

🔸 وفي الختام: لا تدعها تفوتك

ليلة القدر ليست ليلة عادية، بل فرصة قد لا تتكرر في حياتك، فمن أدركها فقد أدرك كنزًا عظيمًا، ومن ضيّعها فقد خسر

خسارة لا تُعوّض. فكن من الفائزين، واجعلها ليلةً تغيّر حياتك للأبد!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى