مقالات و رأي

حادثة المنوفية: إهمال أم قضاء وقدر؟ … بقلم \د.رجب عبد اللطيف محمد

رئيس قسم التمية البشرية

حادثة المنوفية: إهمال أم قضاء وقدر؟ 💔

❇️ بداية الحكاية :
في صباح يوم الجمعة الموافق 27 يونيو 2025، اهتزت محافظة المنوفية في مصر على وقع فاجعة أليمة، حيث اصطدمت سيارة نقل ثقيل (تريلا) بمركبة ميكروباص على الطريق الإقليمي،

مما أسفر عن وفاة 19 فتاة بريئة وسائق الميكروباص. كانت الفتيات، ومعظمهن قاصرات، في طريقهن لكسب لقمة عيشهن في مزرعة لحصد العنب، تاركات وراءهن قلوبًا موجوعة وأسرًا فقدت معيلاتها. هذه المأساة المفجعة أثارت تساؤلات عميقة حول الأسباب الكامنة وراءها: هل كانت مجرد قدر محتوم، أم أنها نتيجة إهمال يمكن منعه؟

🛣️ تفاصيل الحادثة :

وقعت الحادثة في ظروف مأساوية، حيث كانت سيارة الميكروباص تقل 19 فتاة من قرية كفر السنابسة، تتراوح أعمارهن بين 14 و22 عامًا. غالبية هؤلاء الفتيات كن يمثلن المعيلات الوحيدات لأسرهن الفقيرة، سعياً وراء لقمة العيش بشرف. الاصطدام المروع وقع عندما انحرفت سيارة النقل الثقيل واجتازت الحاجز الفاصل بين الاتجاهين، لتصطدم مباشرة بالميكروباص الصغير، وتحوله إلى كتلة من الحديد المشوه.

⚖️ إهمال أم قضاء وقدر؟

⚠️التحقيقات تكشف المستور
من الناحية القانونية، تشير المؤشرات الأولية والتحقيقات الجارية بقوة إلى وجود إهمال جسيم. النيابة العامة أصدرت أمرًا بـ حبس سائق التريلا احتياطيًا على ذمة التحقيقات. الكشف الطبي والمعملي للعينة المسحوبة منه

جاء صادمًا: ثبوت تعاطيه للمواد المخدرة وقت وقوع الحادث. هذا العامل وحده يكفي لترجيح كفة الإهمال البشري البحت. فالقيادة تحت تأثير المخدرات هي جريمة بحد ذاتها، وتضاعف من احتمالية وقوع الحوادث المميتة.

⚠️لكن الأمر لا يتوقف عند سائق التريلا فحسب. هناك تساؤلات مشروعة حول عوامل أخرى قد تكون ساهمت في هذه الكارثة:

❌🚧 البنية التحتية للطريق: شهود عيان وأهالي المنطقة يشيرون إلى أن الطريق الإقليمي في تلك المنطقة يعاني من مشكلات خطيرة. ضيق الطريق بسبب أعمال الصيانة غير المكتملة أو غير المنسقة يجعله خطرًا داهمًا.

❌🚦 غياب الإشارات والإرشادات: افتقار الطريق للوحات إرشادية واضحة أو إشارات تحذيرية كافية يزيد من خطورة القيادة، خاصة في الليل أو في ظروف الرؤية السيئة.

❌💨 السرعة الجنونية: عدم وجود رقابة كافية أو كاميرات رصد للسرعة يشجع بعض السائقين على تجاوز السرعات المقررة، مما يحول الطريق إلى ساحة سباق.

❌💡 نقص الإضاءة والرقابة: ضعف الإضاءة على الطريق وقلة الدوريات الأمنية تعطي مساحة أكبر للسائقين المتهورين والمخالفين.

🥹كل هذه العوامل، إذا ما ثبت صحتها، تشير إلى تقصير في المسؤوليات الإشرافية والصيانة، مما يجعلها تدخل ضمن دائرة “الإهمال” مع اليقين بأن كل امر يقع في الكون يقع بقضاء الله وقدره ولكن أمرنا الله بالاخذ بأسباب السلامة.

🕊️ التداعيات والإجراءات المتخذة
المجتمع المصري تفاعل بحزن وغضب مع هذه الحادثة. الجهات الرسمية سارعت باتخاذ بعض الإجراءات:

 استمرار التحقيقات: النيابة العامة تؤكد التزامها بكشف كافة الملابسات ومحاسبة المسؤولين.

✅⚖️ حبس المتهم: سائق التريلا يواجه اتهامات جسيمة قد تؤدي إلى عقوبة رادعة.

✅ 🤝 تعويضات للضحايا: وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة العمل أعلنتا عن زيادة التعويضات المقدمة لأسر الضحايا والمصابين في محاولة لتخفيف معاناتهم.

 مطالبات شعبية: أهالي الضحايا وعدد من المنظمات المدنية يطالبون بمساءلة شاملة للمسؤولين عن صيانة وتأمين الطرق، وتطبيق قوانين المرور بصرامة أكبر.
🚧 لمنع تكرار المأساة

🔶 وفي الختام :
حادثة المنوفية هي دعوة للاستيقاظ. بينما نؤمن جميعًا بالقضاء والقدر كجزء من عقيدتنا، فإن ذلك لا يعفينا من مسؤوليتنا البشرية في اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لتجنب الكوارث. يجب أن يكون هناك تركيز أكبر على:

🔘 تطبيق صارم لقوانين المرور.

🔘 صيانة الطرق وتأمينها بشكل مستمر وفعال.

🔘 التوعية بمخاطر القيادة المتهورة وتحت تأثير المواد المخدرة.

🫀حتى لا نرى مزيدًا من القلوب تنكسر، ومزيدًا من الأسر تفقد أحباءها بسبب إهمال يمكن منعه. هل يمكننا أن نتعلم من هذه المأساة لنجعل طرقنا أكثر أمانًا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى