
فوت علينا بكرة!!!
👋”فوت علينا بكرة!” جملة نسمعها كثيرًا في دوائرنا الحكومية والخاصة، ولكن ما الذي تعنيه حقًا عندما تخرج من موظف لا يبالي باحتياجات الناس ولا يتقي الله في عمله؟
إنها ليست مجرد تأجيل، بل هي إعلان عن إهدار للوقت والجهد والكرامة. دعونا نتعمق في هذه الظاهرة ونرى كيف تؤثر سلبًا على المجتمع ككل.
1️⃣ اللامبالاة المدمرة:
عندما يتحول الموظف إلى حائط صد 🚧
كثيرًا ما نصادف موظفين تتسم تصرفاتهم باللامبالاة التامة تجاه قضايا الناس. لا يرى فيهم سوى أرقامًا أو ملفات يجب التخلص منها بأسرع وقت ممكن، لا بشرًا لديهم ظروفهم ومواعيدهم وأحلامهم.
هذه اللامبالاة ليست مجرد صفة شخصية، بل هي ثقافة تتغلغل في بعض المؤسسات، لتجعل من خدمة الناس عبئًا لا واجبًا.
2️⃣التسويف القاتل:
“بكرة” لا يأتي أبدًا 🕰️
التسويف هو الأداة المفضلة للموظف الذي لا يتقي الله. “فوت علينا بكرة” أو “السيستم واقع” أو “الموظف المسؤول مش موجود” كلها حجج واهية لإرجاء عمل يمكن إنجازه في الحال.
هذا التسويف لا يسبب فقط إزعاجًا للمراجع، بل قد يؤدي إلى تعطيل مصالحه الحيوية، خاصة إذا كانت المسألة تتعلق بأوراق رسمية أو معاملات مالية أو صحية.
3️⃣حواجز مصطنعة:
عندما يصبح الموظف عائقًا لا جسرًا 🌉
بدلاً من أن يكون الموظف جسرًا يسهل عبور الناس إلى مصالحهم، يتحول إلى عائق يضع العراقيل المصطنعة. قد يطلب أوراقًا غير ضرورية، أو يصر على إجراءات معقدة لا مبرر لها،
أو يرفض التعامل مع الطلبات لأسباب شخصية بحتة. كل هذا يعكس غياب الوازع الديني والأخلاقي لديه، ويشير إلى أنه لا يرى في عمله أمانة يجب أداؤها على أكمل وجه.
4️⃣ اليد الممدودة:
الرشوة تقتل الأمانة 💸
وفي قاع هذه المشكلة تكمن آفة الرشوة. هناك موظفون لا يتقون الله يستغلون سلطتهم وموقعهم لابتزاز الناس. تصبح عبارة “فوت علينا بكرة”
إشارة خفية أو صريحة إلى أن معاملتك لن تُقضى إلا بتقديم مقابل مادي أو خدمة شخصية. هذا السلوك لا يدمر الثقة بين الناس والموظف فحسب،
بل يفسد المجتمع ويقضي على مبدأ المساواة والعدل، ويجعل من الحقوق الواجبة سلعًا تباع وتشترى. إنه خيانة للأمانة وتدمير لمقومات الدولة والمجتمع.
5️⃣ سوء المعاملة والتسلط:
عندما يرتدي الموظف قناع القوة الزائفة 😠
لا يقتصر الأمر على التسويف والرشوة، بل يتعداه إلى سوء المعاملة اللفظية والنفسية. بعض الموظفين يعاملون الناس بتعجرف وتكبر،
مستغلين موقعهم ليشعروا بالتسلط والقوة. قد يتلفظون بكلمات غير لائقة، أو يرفضون الاستماع إلى الشكاوى، أو يتعمدون إهانة المراجعين لإظهار نفوذهم. هذا السلوك يؤثر سلبًا على كرامة المراجع ويخلق بيئة من الخوف والترهيب،
مما يدفعه إلى العزوف عن طلب حقوقه خوفًا من المعاملة السيئة.
6️⃣ التحويل والتنصل :
رمي الكرة في ملعب الآخرين 🔄
من الممارسات المزعجة أيضًا تحويل الأوراق من موظف لآخر دون مبرر واضح، أو التنصل من المسؤولية بحجة أن الأمر ليس من اختصاصهم.
هذا اللف والدوران يضيع وقت وجهد الناس، ويجعله يشعر باليأس والإحباط، وكأن الموظف يتعمد إرهاقه ليتخلص منه أو ليجبره على حلول أخرى غير شرعية.
7️⃣غياب الرقابة والمساءلة: بيئة خصبة للفساد 👁️🗨️
يزدهر سلوك الموظف الذي لا يتقي الله في بيئة تفتقر للرقابة الفعالة والمساءلة الجادة. عندما يدرك الموظف أنه لا توجد عواقب حقيقية لأفعاله،
فإنه يستمر في ممارساته السلبية. غياب أنظمة التقييم العادلة والمحاسبة الفورية يعطي الضوء الأخضر للموظفين المهملين والمفسدين. وكما يقال ((من أمن العقاب أساء الأدب))
8️⃣ الروتين المعقد:
المتاهة البيروقراطية 📜
أحيانًا تكون المشكلة ليست في الموظف نفسه بقدر ما هي في الروتين المعقد والبيروقراطية المفرطة التي يعمل ضمنها. القوانين واللوائح القديمة أو غير الواضحة يمكن أن تكون ذريعة للموظف لتعطيل مصالح الناس،
أو حتى لابتزازهم بحجة “تسهيل الإجراءات المعقدة”. هذا الروتين يخلق بيئة يسهل فيها التلاعب واستغلال السلطة.
9️⃣ ضعف الحوافز ونقص التدريب: عاملان يزيدان الطين بلة 🎓
قد يكون ضعف الحوافز المادية والمعنوية للموظفين سبباً في تدني مستوى أدائهم وعدم اهتمامهم بتقديم خدمة جيدة. كما أن نقص التدريب المستمر على كيفية التعامل مع الجمهور،
وتعزيز القيم الأخلاقية والمهنية، يساهم في تفاقم المشكلة. الموظف غير المدرب قد يجهل أفضل الممارسات، أو قد يفتقر للمهارات اللازمة للتعامل بفاعلية مع تحديات العمل.
💔 🔟 فقدان الثقة: ثمن باهظ يدفعه المجتمع بأكمله 📉
عندما تتكرر هذه الممارسات من قبل الموظفين، يفقد الناس ثقتهم ليس فقط في هؤلاء الأفراد، بل في المؤسسات التي يعملون بها وفي النظام ككل. تتآكل الثقة تدريجيًا،
وينتشر شعور باليأس والإحباط، مما يعيق عجلة التنمية ويؤثر سلبًا على الإنتاجية والتعاون المجتمعي. إنها ليست مجرد معاملة سيئة، بل هي إضرار بمصالح الوطن ومستقبله.