
خدعوك فقالوا…
🗯️كثيرًا ما تتناقل الألسن مقولات تبدو وكأنها حقائق مسلّم بها، لكنها في جوهرها لا تزيد عن كونها أوهامًا ترسخت في أذهاننا بفعل تكرارها. حان الوقت لنزيل الغبار عن هذه المقولات ونرى الحقيقة بوضوح.
1️⃣ “ الطيب في الزمن ده بيتاكل حقه”
🗯️يُزعم أن الطيبة أصبحت نقطة ضعف في هذا الزمان، وأن الطيب يتعرض للظلم وسلب الحقوق. ولكن، هل هذا يتوافق مع ما علمنا إياه ديننا الحنيف؟ لقد كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا وأكثرهم طيبة، ومع ذلك كانت له المهابة والمكانة.
ويقول الله تعالى في وصفه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (القلم:4). الطيبة ليست ضعفًا، بل هي قوة تكمن في نقاء الروح وسلامة الصدر، وهي تجلب البركة والخير في الدنيا والآخرة. الحق لا يُسلب إلا إن تخلى عنه صاحبه، والطيب إذا تمسك بحقه وحافظ على كرامته، فلن يأكله أحد.
2️⃣ ” الحجاب حجاب القلب”
هذه المقولة تُستخدم لتبرير عدم الالتزام بالحجاب الشرعي، مدعية أن الأهم هو نقاء القلب وطهارته. لكن هل تتعارض طهارة القلب مع الالتزام الظاهري؟
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ (الأحزاب: 59).
هذه الآية واضحة وصريحة في الأمر بالحجاب الظاهري، وهو تشريع يهدف إلى حفظ المرأة وصونها وسترها. الحجاب ليس مجرد قطعة قماش، بل هو عبادة وطاعة لله، وهو جزء لا يتجزأ من هوية المسلمة وكرامتها، ولا يتعارض مع نقاء القلب، بل يكمله. بل صاحبة القلب السليم هي من تلتزم بتعاليم هذا الدين
3️⃣ “دي موضة”
يُرى الشباب اليوم يرتدون أزياء قد تخالف في جوهرها قيم اللباس الإسلامي، مثل الملابس الضيقة أو الشفافة أو البناطيل المقطعة، ويُبرر ذلك بأنها “موضة”.
ولكن، هل الموضة مقدمة على الشريعة؟ اللباس في الإسلام له ضوابط واضحة تهدف إلى الستر والاحتشام، بعيدًا عن التبرج وإثارة الفتنة. الملابس الممزقة أو الفاضحة لا تتفق مع الزي الإسلامي الذي يعكس الهوية والقيم. الاحتشام ليس قيودًا، بل هو وقار ورفعة، وهو يحمي الشباب والفتيات من الانزلاق في مهاوي الانفلات الأخلاقي.
4️⃣ دا فن – ودا فنان ودي نجمة”
تُبرر المشاهد التي تتضمن الرقص والقبلات والأحضان في الأفلام بأنها “فن” أو أن القائمين عليها “نجوم”. ولكن، هل الفن يبرر تجاوز حدود الشريعة والأخلاق؟
لقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من خطورة لمس الأجنبيات فقال: «لَأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ». (رواه الطبراني في المعجم الكبير، وصححه الألباني في صحيح الجامع 5045).
والسؤال هنا : هل هذه المشاهد ترضي الله ورسوله ؟ هل تحب أن تموت وانت تشاهد مشهد من هذه المشاهد ؟ هل هذه المشاهد تفرح قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ام تحزنه ؟
هذه المشاهد، وإن قُدّمت تحت مسمى الفن، فهي تهدم القيم الإسلامية وتثير غرائز الشباب .
الفن الحقيقي هو الذي يرتقي بالروح ويُعلي من القيم، لا الذي يثير غرائز الشباب والبنات لجني المزيد من الأرباح و المشاهدات.
5️⃣ ” هتعقد نفسك وأنت لسه صغير”
تُستخدم هذه المقولة لإقناع الشباب بالتخلي عن التدين والالتزام الديني بحجة أنهم في عمر صغير يجب أن يستمتعوا فيه بالحياة. ولكن، هل التدين يقيد السعادة؟ على العكس تمامًا، التدين هو مصدر السعادة الحقيقية والراحة النفسية.
يقول الله تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (النحل: 97).
وفي المقابل، يحذر سبحانه من الإعراض عن ذكره: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ﴾ (طه: 124).
السعادة الحقيقية تكمن في طاعة الله وقربه، ففيها الطمأنينة والسكينة والبركة في العمر والرزق.
6️⃣ ” أنتم جيل وإحنا جيل”
يُقال هذا لتبرير الاختلافات الكبيرة بين الأجيال في القيم والمبادئ، وكأن لكل جيل قيمًا خاصة به. لكن، هل تتغير القيم والمبادئ الأساسية بتغير الأجيال؟ القيم والمبادئ الإسلامية ثابتة وراسخة لا تتجزأ ولا تتغير بتغير الزمان والمكان. ،((الصدق، الأمانة، الإحسان، العدل، احترام الكبير، الرحمة بالصغير، بر الوالدين،))
هذه كلها قيم ومبادئ خالدة لا تنتهي صلاحيتها بمرور الأجيال.
🔶وفي الختام :
لا تدعوا مقولات باطلة تضللكم عن الحق وتصرفكم عن الصراط المستقيم. تدبروا آيات الله وسنة رسوله، ففيهما النور الذي يكشف زيف الأوهام ويضيء طريق السعادة في الدنيا والآخرة.