
غزة ليست مجرد اسمٍ لمدينة فلسطينية، بل جرحٌ نازفٌ في جسد الأمة، ومرآةٌ تعكس تقاعس العالم وصمته. بين التجويع المُمنهج والنسيان المتعمد، تعيش غزة واقعًا مأساويًا قلّ نظيره، ومع ذلك تظل صامدة، كأنها تكتب رسالتها بدماء أبنائها:
“نحن هنا.. لن نموت بصمت.”
*أولًا: التجويع كسلاح حرب*
1. الحصار الخانق
منذ أكثر من 18 عامًا، يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في غزة تحت حصار بريّ وبحريّ وجويّ خانق، جعل من أبسط مقومات الحياة ترفًا لا يُتاح للجميع.
2. حرمان من الغذاء والدواء
يمنع الاحتلال دخول مئات الأصناف من السلع الأساسية، بما في ذلك الغذاء والدواء، في محاولةٍ لإخضاع الناس بالجوع، دون إطلاق رصاصة واحدة.
3. استهداف مصادر الإنتاج
حتى الزراعة والصيد لم تسلم، فتم تجريف المزارع، قصف الآبار، وملاحقة الصيادين، ليصبح الاكتفاء الذاتي حلمًا بعيدًا.
*ثانيًا: النسيان الدولي والعربي*
1. صمت العالم
رغم المجازر والانتهاكات، يُقابل الدم الفلسطيني في غزة غالبًا بتجاهل دولي، وبيانات باهتة لا توقف ظلمًا ولا ترد حقًا.
2. خذلان الأقربين
الخذلان المؤلم جاء من بعض الأنظمة العربية التي صمتت، أو شاركت في تضييق الخناق على القطاع تحت ذرائع واهية.
*ثالثًا: غزة… بين الجراح والكرامة*
1. شعب لا يُكسر
يُولد في غزة كل يوم أمل جديد وسط الرماد، ويظل الأطفال يذهبون إلى المدارس ولو كانت أنقاضًا، لأن الإنسان هناك يؤمن أن. المقاومة لا تكون بالسلاح فقط، بل بالصبر والثبات.
2 الكرامة خط أحمر
لم يطلب أهل غزة سوى أن يُعاملوا كبشر، أن يُسمح لهم بالحياة الكريمة، وأن لا يُعاقَبوا فقط لأنهم تمسّكوا بأرضهم.
*رابعًا: كيف ننقذ ما تبقّى من غزة؟*
1. إعادة القضية للواجهة
علينا كأفراد ومؤسسات أن نُعيد تسليط الضوء على مأساة غزة في الإعلام، في الندوات، في المدارس والجامعات، حتى لا يطويها النسيان.
2. دعم إنساني مباشر
دعم المؤسسات الموثوقة التي تعمل على إيصال الغذاء، والماء، والعلاج، والتعليم لسكان غزة أمر لا يقبل التأجيل، وهو أقل ما يمكن أن نقدمه. وكذلك الدعم بالهدايا لكل لايف يتم بثه من غزة سواء عبر التيك توك أو غيره من المنصات .
3. مقاطعة داعمي الاحتلال
مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال والضغط عليها اقتصاديًا يُعتبر سلاحًا سلميًا فعّالًا في كسر هيمنة الجلاد.
4. نشر الوعي والتثقيف
يجب أن نُربّي أبناءنا على حب فلسطين، ومعرفة القضية، وتقدير صمود غزة، فالجيل الواعي هو أمل الغد.
5. الدعاء والعمل
الدعاء ليس بديلًا عن العمل، لكنه سلاح روحي لا يُستهان به، ويجب أن يُقرن بخطوات عملية، كلٌ حسب قدرته.
🔶 *وفي الختام*
غزة اليوم على حافة الجوع وحافة النسيان، لكنها لم تقع ولن تقع، لأن فيها شعبًا أقوى من الموت، وأمة الاسلام – وإن طال نومها – لا تموت.
فلنكن من الذين إذا ذُكرت غزة، خفقت قلوبهم، وتحركت أيديهم، وأحيتهم القضية من جديد.