مقالات و رأيمقالات وراي

“مفاوضات أم سلاح؟” بقلم / د . رجب عبد اللطيف محمد

رئيس قسم التنمية البشرية

🖊️ “مفاوضات أم سلاح؟”

حين نتأمل في تاريخ الصراع مع اليهود، نجد أن الحديث عن “السلام” معهم أشبه بحوار الطرشان، لا يسمعه إلا من أراد أن يخدع نفسه. فاليهود، على مر العصور، لا يعرفون إلا لغة واحدة: لغة القوة.

1️⃣ السلام مجرد غطاء

لم تكن المفاوضات يومًا إلا وسيلة لكسب الوقت، وإعادة التمركز، وتجميل الصورة أمام العالم. ما أن يلوّح الطرف الآخر بغصن الزيتون،

حتى يباغَته اليهود بغصن النار. لقد تعلّموا من تاريخهم أن السلام لا يصنع لهم دولة، وأن القوة وحدها هي التي تُثبت أقدامهم على الأرض.

2️⃣ العقيدة قبل الاتفاقيات

اليهود لا يتحركون بعقلية الدولة المدنية، بل بعقيدة توراتية ترى أن الأرض لهم وحدهم، وأن الآخرين طارئون. لذا، فإن أي اتفاق أو تنازل منهم ليس عن اقتناع، بل عن ضرورة مؤقتة، حتى تتبدل موازين القوى.

3️⃣ تجارب شاهدة

كم من مفاوضات عُقدت؟ وكم من مؤتمرات دُعينا إليها؟ مدريد، أوسلو، واي بلانتيشن… كلها محطات كُتب على جدرانها بالفشل لأن الطرف الآخر لا يريد شريكًا، بل تابعًا. ولنا في اتفاقيات

“السلام” خير شاهد: الأرض تُسلب، والمستوطنات تُبنى، والأقصى يُدنّس، والقتل لا يتوقف.

4️⃣ عقيدة لا تتغير

اليهود لا يؤمنون بالمساواة مع غيرهم، فهم “شعب الله المختار” كما يزعمون. هذه النظرة الاستعلائية تجعلهم يرون أي طرف آخر كائنًا أدنى لا يُفاوض بل يُفرض عليه الأمر فرضًا.

لذلك، يروّجون للسلام وهم يحملون السلاح، ويطلبون الأمن وهم يمارسون الإرهاب.

5️⃣ القوة تفرض الاحترام

حين كانوا أضعف، رفعوا شعار “السلام”. وحين اشتد عودهم، مارسوا القتل والتهجير دون هوادة. هذا هو منطقهم الدائم: السلام في الضعف، والبطش في القوة. فلا يوقفهم إلا من يتكلم بلغتهم: لغة القوة.

✍️ في الختام:

اليهود لا يؤمنون إلا بالقوة، ولا يعرفون غيرها وسيلة للتفاهم. ومن ظن أن المفاوضات تصنع كرامة أو تحفظ حقوقًا، فليعد قراءة التاريخ.

ففي مواجهة من لا يؤمن إلا بالسلاح، لا تجدي طاولة الحوار، بل تحتاج إلى من يقلب الطاولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى