مقالات و رأيمقالات وراي

متمسكيش موبيلي… بقلم / د . رجب عبد اللطيف محمد

رئيس قسم التنمية البشرية

🖊️ متمسكيش موبيلي

🗯️في زمن تحولت فيه الهواتف المحمولة إلى مخزن للأسرار، وأدق التفاصيل، انتشرت بين الأزواج ظاهرة خطيرة:

تفتيش الهاتف دون إذن!
وتسأل الزوجة: “هو بيخبّي إيه؟” ويسأل الزوج: “ليه مش عايزة توريلي موبايلك؟”

لكن… هل هذا السلوك مقبول شرعًا؟

هل يجوز أن أفتش موبايل زوجي أو زوجتي دون إذن؟
تعالوا نسمع ما قاله القرآن الكريم، والنبي ﷺ، وأهل العلم الثقات في هذه المسألة.

1️⃣ الأدلة من القرآن والسنة

🔹 قال الله تعالى:

﴿وَلَا تَجَسَّسُوا﴾[الحجرات: 12]

🔹 نهي صريح عن التجسس، أي: تتبع أسرار الناس دون علمهم، وهو يشمل كل الناس، حتى الزوج والزوجة.

🔹 عن النبي ﷺ أنه قال:

“يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه! لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم”
📚 رواه أبو داود وصححه الألباني

🔹 وعن النبي ﷺ:

“من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صبّ في أذنه الآنك يوم القيامة”
📚 رواه البخاري

✅ هذه النصوص تدل على حرمة التجسس، وتتبع العورات، والهواتف اليوم أصبحت أشبه بـ”البيوت المغلقة”، ولا يجوز الدخول فيها دون إذن صاحبها.

2️⃣أقوال العلماء المعاصرين في تفتيش الموبايل بين الزوجين

🔹 اللجنة الدائمة للإفتاء (السعودية):

“لا يجوز لأحد الزوجين التجسس على الآخر، إلا إن ظهرت قرائن قوية تستدعي ذلك، وحتى حينها يُسلك الطريق الشرعي.”

📚 فتاوى اللجنة الدائمة، 26/377

🔹 الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله : “الواجب إحسان الظن بالزوج أو الزوجة، ولا يجوز التتبع والتجسس، فإن ذلك يورث الشك وسوء الظن وخراب البيوت.”📚 شرح رياض الصالحين

🔹 الشيخ محمد صالح المنجد:

“تفتيش هاتف الزوج أو الزوجة دون إذنه من التجسس المحرم، ولا يجوز إلا مع قرائن قوية وظاهرة، وتُعرض على جهة مختصة لا بالمواجهة الشخصية.”
📚 موقع الإسلام سؤال وجواب، فتوى رقم (112130)

🔹 دار الإفتاء المصرية:

“الهاتف يدخل في باب الخصوصيات، ولا يجوز لأحد أن يطلع عليه دون إذن صاحبه، حتى لو كان زوجًا أو زوجة، لما في ذلك من مخالفة شرعية صريحة.”
📚 الفتوى رقم (3270)

🔹 الشيخ عبدالله المطلق (عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية):

“المرأة التي تفتش جوال زوجها، أو الرجل الذي يفتش جوال زوجته، آثمان، ويقعان في كبيرة من كبائر الذنوب، وهي التجسس.”

🔹 الشيخ سلمان العودة – رحمه الله:
“التجسس بين الزوجين يقتل الثقة، ويحول العلاقة من حب إلى مراقبة، ومن راحة إلى توتر. العلاج في الحوار، لا في التتبع.”

3️⃣متى يُستثنى هذا الحكم؟
يجوز النظر في هاتف الزوج أو الزوجة فقط عند:

☑️وجود علامات خيانة واضحة (وليس مجرد الشك)

☑️أن يكون الهدف منع ضرر كبير أو كشف منكر

☑️أن يتم ذلك بحكمة ورفق، أو عبر جهة إصلاح أو قضاء شرعي

❌ أما الفضول أو الغيرة أو التحكم.. فليست مبررًا شرعيًا أبدًا.

💬 وفي الختام:

📱 متمسكيش موبيلي ليست دعوة للغموض أو الغدر، بل دعوة لاحترام الحدود التي وضعها الله.
👫 الزواج ميثاق غليظ، لا يقوم على المراقبة، بل على الثقة، الحوار، والرحمة.

((رزقكم الله سعادة الدنيا والآخرة))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى