لِسَّه بتشتري منهم؟… بقلم / د . رجب عبد اللطيف محمد
رئيس قسم التنمية البشرية

لِسَّه بتشتري منهم؟
في الوقت الذي تُقصف فيه غزة، وتُباد العائلات، وتُهدم البيوت فوق رؤوس الأطفال، لا زال البعض يذهب إلى الأسواق، يشتري منتجات الشركات الداعمة لإسرائيل، ويملأ عربته وكأن شيئًا لا يحدث.
فهل فقدنا الوعي؟ أم دفنا الضمير؟
هل من المعقول أن نُموّل من يقتلنا؟ ونُغذّي اقتصاد من يدعم إبادة إخوتنا؟
إن لم نستطيع الدفاع عنهم بالسلاح، أليس أضعف الإيمان أن نقف معهم بسلاح المقاطعة؟
1️⃣ المقاطعة سلاح في يد كل مسلم
ليست المقاطعة مجرد خيار أخلاقي، بل واجب شرعي وإنساني.
حين تشتري من شركات معلومة الدعم للاحتلال، فأنت – من حيث لا تدري – تشارك في تقوية آلة القتل التي تسحق إخوتك في فلسطين.
قال الله تعالى:
“وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ” (المائدة: 2)
فأيّ تعاونٍ أعظم من تمويل من يقتل ويهدم ويُجَوّع ويُحاصر؟
2️⃣ موقف الإسلام واضح
📌 من باع سلاحًا لقاتل أو طعامًا لظالم فهو شريك في الجريمة.
وقد قال النبي ﷺ:
“المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يُسلمه”(رواه البخاري ومسلم)
فهل من الوفاء أن نُسلّم إخواننا للقتل عبر تسوّقنا اليومي؟
وهل من الأخوّة أن نُنعش اقتصاد المحتل بينما الطفل في غزة يموت من الجوع؟
3️⃣ المقاطعة من صور الجهاد
قال الله تعالى:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ”(الصف: 14)
كونوا أنصار الله بأن تُضعفوا عدوه، لا أن تقوّوه.
إن عجزت اليد عن المقاومة، فلا تعجز الجيب عن الامتناع.
بل قد قال العلماء:
كل ما يضعف العدو ويُساهم في إضعاف قدرته على البطش، فهو نوع من الجهاد المشروع.
4️⃣ حجج واهية من البعض
🔹”المنتجات دي مهمة ومفيش بديل!”
❌ غير صحيح. يوجد بدائل كثيرة عربية وإسلامية، بل ومحلية. المقاطعة تخلق البديل وتشجع الإنتاج الوطني.
🔹 “يعني أنا لو بطلت أشتري هيفرق؟”
❌ نعم، أنت نقطة في بحر، والبحر من نقط. وتذكر:
“فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره”(الزلزلة: 7)
5️⃣ هل تدري كم تقتل بمالك؟
حين تشتري منتجاتهم، فأنت تساعد في شراء رصاصة، أو تمويل طائرة، أو دعم حملة إعلامية لتشويه صورة المقاومة.
وستُسأل أمام الله عن أموالك:
أين ذهب؟ ومن استفاد منها؟ وهل كان في نصرة إخوانك أم في دعم قاتلهم؟
🔶 وفي الختام:
📣 لِسَّه بتشتري منهم؟!
كل ريال أو جنيه أو دولار تدفعه، هو موقف.
إما أن يكون في صف الحق… أو في صف من يُذبحون الأطفال.
فاختر صفك الآن.
وتذكر دائما قول الله تعالى:
“إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ” (الحجرات: 10)
وقلها بوضوح: لن أكون شريكًا في دماء غزة.