مقالات و رأيمقالات وراي

لماذا نصرهم الله علينا؟ … بقلم / د . رجب عبد اللطيف محمد

رئيس قسم التنمية البشرية

لماذا نصرهم الله علينا؟

في مشاهدٍ موجعة لا تنتهي، نتابع ما يحدث الآن في غزة الجريحة، حيث يُقتل الأبرياء، وتُدمَّر البيوت، وتُستباح الدماء، بينما العدو يبطش ويتقدّم، والعالم يصمت، والعرب مشغولون.

فكيف نُهزم ونحن أصحاب الحق؟ لماذا نُغلب رغم ما نُقدّمه من تضحيات؟ هل هو نصر لهم أم ابتلاء لنا؟

1️⃣ نصرٌ ظاهري وليس حقيقيًا

قال الله تعالى:
﴿إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ﴾ [النساء: 104]

الفرق الجوهري ليس في حجم الألم، بل في رجاء المؤمن بالله. إن ما يحدث ليس نصرًا حقيقيًا للعدو، بل هو اختبار وابتلاء وشهادة ومرحلة من مراحل التمحيص للمؤمنين، ولكنّه في الظاهر نصر عسكري وتفوق تقني وسيطرة إعلامية.

2️⃣ هم أخذوا بأسباب النصر

العدو، رغم ظلمه وبطشه، لم ينتصر بلا أدوات.

✅ امتلك القوة العسكرية

✅ سيطر على الإعلام

✅ تماسك مجتمعه خلف هدف واحد

✅ تطور تكنولوجيًا ومخابراتيًا

قال تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾ [الأنفال: 60]

وهذا أمر إلهي واضح، لا يغني عنه مجرد الدعاء والتمنّي، بل لابد من الإعداد.

فهم أخذوا باسباب النصر ومن عدل الله ان ينتصر المجتهد وان كان يهودياً

3️⃣ تركنا نحن أسباب النصر

بينما تفرّقت الأمة، وضعُفت الإرادة، وابتعدنا عن منهج الله:

❌ لم يري اعدائنا أننا امه واحدة إذا اشتكي منها عضو أسرعت كل الدول العربية لنصرتها .

❌ تركنا الإعداد واكتفينا بالبكاء والشجب

❌ ابتعد كثير منا عن طاعة الله، فأصبحنا واعدائنا سواء في معصية الله وبالتالي بعدل الله يغلب الاقوي .

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
“نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله.”

4️⃣ النصر وعد إلهي مشروط

النصر من عند الله، لكنه مشروط بأسباب:

📌 إيمانٌ صادق

📌 وحدةٌ حقيقية

📌 إعدادٌ عيكري وتكنولجي

📌 دعاءٌ مع عمل

قال تعالى:
﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ﴾ [آل عمران: 160]

لكنه قال أيضًا:
﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ﴾ [محمد: 7]

5️⃣ ما الطريق؟

لكي نغيّر هذا الواقع، لا يكفي الحزن والغضب بل لابد من :

🔹 العودة إلى الله فردًا وجماعة

🔹 الإعداد الحقيقي بكل الوسائل

🔹 توحيد الصفوف خلف قضية الأمة

🔹 دعم المجاهدين بكل وسيلة شرعية تحت مظلة الدولة

🔹 التوقف عن دعم أعدائنا بأموالنا من خلال شراء منتجاتهم

🔶 وفي الختام :

الهزيمة لا تُقاس بمكاسب الأرض، والنصر لا يتحقق إلا حين نكون مع الله، ونأخذ بكل أسباب القوة. حينها فقط، يُنزل الله نصره، ويحق الحق، ويُهزم الباطل.
﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ﴾ [الحج: 40]

فهل نحن الآن نستحق نصر الله ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى