
🖊️ من قلب غزة
منذ اندلاع العدوان الصهيوني الغاشم على غزة في السابع من أكتوبر، تتوالى مشاهد الألم والصبر، وتُكتب بدماء الشهداء صفحات من المجد والصمود.
ورغم فداحة الخسائر وبشاعة الجرائم، فإن الأمة لم تقف على الهامش، بل تلقت رسائل السماء والأرض، وتعلمت دروسًا لا تُنسى. إليك أهم الدروس الدينية والإنسانية والسياسية المستفادة من هذه الحرب:
1️⃣ الدروس الإيمانية
🔹 اليقين في وعد الله
“وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ” [الحج:40]
رغم قلة العُدة والعتاد، أثبت المجاهدون أن التوكل على الله أعظم من كل سلاح. صمدوا بإيمانهم، وحرّكوا الأمة كلها بصبرهم.
🔹 الصبر مفتاح الفرج
كل مشهد دمار يُقابله مشهد دعاء ورضا بقضاء الله. غزة علمتنا أن الابتلاء طريق المؤمنين، وأن النصر لا يُولد من الترف.
🔹 دم الشهداء لا يضيع
“وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا…” [آلعمران:169]
الدماء الزكية التي سالت من الأطفال والنساء والمجاهدين أصبحت نورًا يوقظ الغافلين، وصرخة في وجه المتخاذلين.
2️⃣ دروس فكرية وتوعوية
🔹 زيف الإعلام العالمي
كشفت الحرب الوجه الحقيقي للإعلام الغربي، الذي يتغنّى بحقوق الإنسان لكنه يصمت أمام المجازر. فأصبح لزامًا على الأمة أن تصنع إعلامها الصادق المقاوم.
🔹 قيمة الوعي الشعبي
انتفاضات الشعوب، والوقفات، والمقاطعة الاقتصادية، أثبتت أن الأمة حيّة، وأن الشعوب أقوى من الأنظمة أحيانًا.
🔹 التمسك بالقضية لا يموت
رغم محاولات التطبيع والخيانة، أكدت غزة أن فلسطين ما زالت في القلوب، وأنها “قضية الأمة المركزية”.
3️⃣دروس اجتماعية وإنسانية
🔹 عظمة التكافل وقت الأزمات
غزة أظهرت أجمل صور التعاون بين الجيران والعائلات، فقد تقاسموا الخبز والماء والمأوى، بينما العالم يتفرج.
🔹 النساء شقائق الرجال في الصمود
ظهرت الأمّهات والزوجات والأخوات وهن يودّعن أبناءهن بالشكر والدعاء، لا بالبكاء والاعتراض.
🔹 الطفل الفلسطيني معجزة الصبر
رأينا أطفالًا يُخرجون من تحت الركام وهم يبتسمون، يحيون الكاميرا بيد صغيرة مرفوعة، وكأنهم يقولون: “نحن الجيل القادم، فلا تقلقوا.”
4️⃣ دروس سياسية وعسكرية
🔹 انكشاف هشاشة الجيش الصهيوني
لم تصمد “أسطورة الردع” أمام عزيمة المجاهدين، بل رأينا الجُبن والارتباك في صفوف الجنود رغم كل دعم أمريكا والغرب.
🔹 خيانة الأنظمة وتواطؤ الحكومات
في الوقت الذي يباد فيه الأطفال، تقام الحفلات وتُفتح أبواب التطبيع، مما زاد وعي الشعوب بمن يُمثلهم فعلًا ومن يخونهم.
🔹 المعركة طويلة، لكنها لصالحنا
العدو يخسر روحه ومعنوياته، بينما نحن نزداد تماسكًا وقوة. وهذه الحرب ليست النهاية، بل بداية التحوّل.
🔶 وفي الختام:
من قلب غزة خرجت الدروس، فهل من متعظ؟
غزة ليست مجرد أرض تُقصف، بل مدرسة تُخرّج الأحرار، وتعيد للأمة كرامتها. فلنُجدد نيتنا،
ولنواصل دعمنا، ولننصر قضيتنا في كل ميدان: بالكلمة، بالمال، بالدعاء، وبالمقاطعة، حتى يأتي نصر الله الذي لا يُخلف وعده.
واعلم ان خذلانك لهم لا يرجع بالندم الا عليك
قال صلى الله عليه وسلم
“لن يضرّهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله.”