
لا يضرهم من خذلهم
في زمن تتكالب فيه قوى الظلم، وتتكشف فيه صور الخذلان من القريب والبعيد، يحتاج المسلم إلى الرجوع لِسُنَّة نبيه ﷺ ليستمد منها اليقين والثبات. ومن الأحاديث النبوية الباعثة للأمل والطمأنينة، حديثه الشريف: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك» (رواه مسلم).
هذا الحديث العظيم ليس مجرد كلمات، بل وعدٌ إلهي يراه المسلم اليوم ماثلًا أمام عينيه في صمود أهل غزة، رغم كثرة المؤامرات والخذلان.
1️⃣ دلالات الحديث النبوي
🔹 بقاء الحق في الأمة أمر محتوم إلى قيام الساعة.
🔹 أهل الحق قد يُخذلون من الناس، لكن الله معهم فلا يضرهم ذلك.
🔹 تحالف الأعداء لن يطفئ نور الله، ولا يسكت صوت الحق
2️⃣ غزة تجسيد حي للحديث
غزة اليوم هي المرآة التي تعكس صدق كلام النبي ﷺ:
🔹 صمود وبطولة رغم الحصار والجراح.
🔹 تمسك بالأرض والعقيدة رغم خذلان العالم.
🔹 مواجهة أقوى الآلات العسكرية بقلوب عامرة بالإيمان.
3️⃣ صور الخذلان في عصرنا
🔹 صمت كثير من الحكومات تجاه المجازر.
🔹 انشغال العالم بمصالحه على حساب دماء الأبرياء.
🔹مع ذلك يبقى وعد النبي ﷺ واضحًا: «لا يضرهم من خذلهم».
4️⃣ دروس مستفادة لكل مسلم اليوم
🔹 الثبات على المبدأ: النصر الحقيقي هو البقاء على الحق مهما اشتد البلاء.
🔹الابتلاء سنة ربانية: من سار على طريق الحق لا بد أن يُختبر بالخذلان والمخالفة.
🔹 اليقين بالله: بقاء غزة رغم شدة الحصار معجزة بحد ذاتها، ودليل أن الله لا يترك أولياءه.
🔹واجب النصرة: مسئولية كل مسلم بما يستطيع؛ بالكلمة، بالدعاء، بالمقاطعة ؛ وبالموقف الصادق.
وفي الختام :
إن ما يجري في غزة اليوم شاهد حي على صدق نبوة محمد ﷺ، فهي الطائفة المنصورة التي لا يضرها من خذلها ولا من خالفها. قد يُترك أهلها وحدهم أمام قوى كبرى، لكن معهم وعد الله ورسوله، ومن كان الله معه فحسبه أن يقول:
“أليس الله بكافٍ عبده؟”