هل ستحتل إسرائيل غزة؟ … بقلم / د . رجب عبد اللطيف محمد
رئيس قسم التنمية البشرية

هل ستحتل إسرائيل غزة؟
تتردد كثيراً في وسائل الإعلام والمحللين السياسيين تساؤلات حول نوايا إسرائيل تجاه قطاع غزة: هل ستكتفي بالهجمات الجوية والضغط العسكري، أم أن هناك خطة حقيقية لاحتلال القطاع بالكامل وإعادة السيطرة عليه ميدانياً؟ هذا ما سوف نتحدث عنه في هذه المقالة بمشيئة الله تعالى :
1️⃣ خلفية تاريخية
منذ انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005 وإزالة المستوطنات، بقيت غزة تحت حكم حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، بينما فرضت إسرائيل حصاراً مشدداً براً وبحراً وجواً. ومنذ ذلك الحين، شهد القطاع عدة حروب متكررة خلفت آلاف الضحايا ودماراً واسعاً، لكن دون عودة قوات الاحتلال للتمركز داخله بشكل دائم.
2️⃣ الدوافع المحتملة للاحتلال
🔹 الأمن الإسرائيلي: ترى إسرائيل أن وجود مقاومة مسلحة في غزة يمثل تهديداً مستمراً.
🔹 الضغط الداخلي: بعض القوى السياسية والعسكرية الإسرائيلية تطالب بعملية برية شاملة لإضعاف حماس بشكل نهائي.
🔹 إعادة الردع: تسعى إسرائيل أحياناً لإظهار القوة لمنع أي حركات مقاومة من التوسع.
3️⃣ العقبات أمام الاحتلال الكامل
🔸 المقاومة الشرسة: التجارب السابقة أثبتت أن أي دخول بري لغزة يكلف إسرائيل خسائر فادحة في الجنود والمعدات.
🔸 الضغط الدولي: الاحتلال الكامل سيضع إسرائيل أمام انتقادات وعقوبات محتملة من المجتمع الدولي.
🔸 الأعباء الإدارية: السيطرة على أكثر من مليوني فلسطيني في غزة تمثل عبئاً كبيراً سياسياً واقتصادياً وإنسانياً على إسرائيل.
4️⃣ السيناريوهات المحتملة
🔹 احتلال جزئي: السيطرة على مناطق محددة لفترة مؤقتة، مثل الشريط الحدودي أو ممرات معينة.
🔹عمليات توغل متكرر: أسلوب ضربات برية سريعة ثم انسحاب.
🔹احتلال كامل ومباشر: وهو السيناريو الأصعب والأكثر كلفة، والأقل ترجيحاً على المدى الطويل.
في الختام:
رغم التصريحات النارية والدعوات الداخلية في إسرائيل لاحتلال غزة، إلا أن الواقع الميداني والسياسي يجعل من هذا الخيار محفوفاً بالمخاطر.
من المرجح أن تواصل إسرائيل سياسة التصعيد العسكري والضغط الاقتصادي والحصار بدلاً من الاحتلال المباشر، مع إبقاء خيار التوغلات المحدودة قائماً لتحقيق أهداف تكتيكية دون تحمل كلفة الاحتلال الشامل.