مقالات و رأيمقالات وراي

مِصرُ… بَلَدُ الأَمْنِ وَمَنْبَعُ السَّلَام …/ بقلم الشيخ الدكتور أحمد سعودي

مقرئٌ بالقراءاتِ العشر، حاصل على الماجستير والدكتوراه في علوم القرآن والقراءات

🇪🇬 مِصرُ… بَلَدُ الأَمْنِ وَمَنْبَعُ السَّلَام 🇪🇬

حين تنتبهُ الصُّحُفُ، وتكتبُ الأقلامُ، تُفتَحُ صفحةٌ جديدةٌ في تاريخ المنطقة العربيّة، تُعيدُ رسمَ ملامحها من قلبِ القاهرة، تلك العاصمة التي شاء الله أن تكون منارةً للحكمة، ومصدرًا للسلام، ورمزًا للاستقرار في زمنٍ تتلاطمُ فيه أمواجُ الفتن والحروب.

> ﴿ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾
[يوسف: 99]

لم تكن هذه الآيةُ الكريمةُ مجرّدَ وعدٍ بالأمن، بل كانت شهادةً إلهيّةً بقدسيّة هذا الوطن ومكانته بين الأمم، فمن أرضه خرجت الحكمة، وعلى ترابه وُلدت الرسالة السياسيّة المتّزنة التي تعي معنى السِّلم في زمن الصراع.

وفي الوقت الذي اشتعلت فيه نيرانُ الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، وتاهت البوصلة بين الانفعال والعاطفة، برزت القيادة المصريّة برؤيةٍ واعيةٍ متأنّية، تُدرك أن الكلمة الحكيمة قد تُنقذ ما لا تُنقذه المدافع، وأن الحفاظ على الدماء فريضة، والسلام خيارُ الأقوياء لا الضعفاء.

وهنا تجلَّت حكمةُ الرئيس عبد الفتّاح السيسي – حفظه الله –، الذي اختار طريقَ العقل على صخب الانفعال، وطريقَ البناء على رماد الدمار.
لم يكن موقفُه مجاملةً لأحد، بل موقفَ زعيمٍ وطنيٍّ يعرف قيمةَ وطنه، ويضع أمن مصر فوق كل اعتبار.
وقف بثباتٍ قائلاً: لن نسمح أن يُمسّ أمنُ مصر ولا أمنُ المنطقة.
رسالةٌ واضحةٌ حملت معانيَ القوةِ والاتزانِ معًا، وأثبتت أن القيادة الراشدة ليست في رفع الشعارات، بل في صون الأرواح وصناعة الأمل.

> ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾
[الأنفال: 61]

من هنا برزت السياسة المصريّة الجديدة التي لا تعرف الانجرار خلف العاطفة، بل ترى في السِّلم قوّة، وفي الصبر نصرًا، وفي الحوار سلاحًا أشدّ أثرًا من الحرب.
سياسةٌ تقوم على الثوابت الوطنيّة لا على المصالح الضيّقة، وتُدرك أن دور مصر التاريخي لا يُختزل في حدودها، بل يمتدُّ إلى محيطها العربي والإسلامي.

لقد أصبحت مصرُ اليوم — بفضلِ الله ثم بقيادةِ الرئيس السيسي — صوتَ العقلِ في زمنِ الضجيج، وجسرَ الأملِ في عالمٍ يمزّقه النزاع.
تحافظ على توازنها وسط العواصف، وتضع الإنسانَ قبل السياسة، والكرامةَ قبل المصلحة.
هي الدولةُ التي تُدرك أن القوّة ليست في الحرب، بل في القدرة على منعها، وأن العظمة في ضبط النفس لا في الانتقام.

> قال النبي ﷺ:
«استوصوا بأهل مصر خيرًا، فإن لهم ذمّةً ورحمًا»
(رواه مسلم)

ومَن نظر في تاريخ هذا الوطن أدرك أن مصر لم تكن يومًا دولةً هامشيّة، بل ركيزةُ استقرارِ المنطقة، وحائطُ صدٍّ أمام كلّ طامعٍ أو غافلٍ عن دروس التاريخ.
ففي كل محنةٍ تمرّ بالأمّة، كانت مصر تُطفئُ نارَ الفتنة بحكمتها، وتزرعُ في الأرض بذورَ السلام.

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

> «تعلّموا العلمَ وعلّموه الناس، وكونوا رُكنًا للحقّ إذا اضطرب الناس.»

وهكذا كانت مصر وستبقى — بإذن الله — رُكنًا للحقّ والعقل في زمن الاضطراب،
تسعى للسلام وهي قادرةٌ على الحرب،
وتُصلح بين المتخاصمين وهي تملك من القوّة ما يُرهِب المعتدين.

فحفظ الله مصر،
وأدام عليها نعمةَ الأمن والأمان،
وحفظ قائدها الرئيس عبد الفتّاح السيسي رمزَ الحكمةِ ورجلَ الدولةِ الأول،
الذي أثبت أن القيادة الحقّة ليست في الكثرة، بل في الثبات على المبدأ.

اللهم احفظ مصر، أرضًا وشعبًا وجيشًا وقيادةً،
واجعلها دائمًا منبعَ السلامِ، وواحةَ الأمنِ والإيمان.

✍️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى