
المليونير الإنسان
🟢في عالم تتسارع فيه وتيرة الحياة، ويتزايد فيه الفارق بين الفقراء والأغنياء، يسطع نجم فئة نادرة من البشر قررت أن تجعل من المال وسيلة للخير لا أداة للتفاخر، ومن الثروة وسيلة للبناء لا غاية للترف. إنهم “المليونير الإنسان”؛ أولئك الذين جمعوا المال، لكنهم لم يسمحوا له أن يستعبدهم، فاختاروا أن يجعلوا من ثرواتهم جسورًا تعبر بالناس من الألم إلى الأمل.
المال في يد الإنسان الصالح… أداة للبناء
الثروة بذاتها ليست مدانة، بل هي نعمة إن أُحسن استخدامها. ففي يد الإنسان الصالح، تتحول الأموال إلى مستشفيات، ومدارس، وآبار، وأكفّ تواسي المحتاج وتربّت على كتف اليتيم. وهكذا، يصبح المال أداة لبناء مجتمع أكثر عدلاً ورحمة.
🟢نماذج مشرّفة من العالم العربي
في العالم العربي، برزت شخصيات ملهمة جعلت من العطاء أسلوب حياة، وسخّرت أموالها ووقتها وجهدها لخدمة الآخرين:
1️⃣ الدكتور عبد الرحمن السميط (الكويت)
لم يكن رجل أعمال، لكنه كان “مليونيرًا بالإنسانية”. طبيب وداعية كويتي، ترك حياة الراحة، وكرّس أكثر من 30 عامًا من عمره لخدمة فقراء أفريقيا.
أسس جمعية العون المباشر، وأسهم في:
🔹بناء 8,000 مسجد
🔹حفر آلاف الآبار
🔹كفالة أكثر من 15,000 يتيم
🔹إنشاء مئات المدارس والمراكز الطبية
🔹رحل في صمت، لكنه ترك خلفه أثرًا لا يُمحى في قلوب ملايين البشر.
2️⃣ الشيخ سليمان الراجحي (السعودية)
رجل أعمال بدأ من الصفر، وعندما أصبح من أثرياء العالم، قدّم درسًا في الإيثار؛ إذ تبرع بأكثر من 75% من ثروته للأوقاف والعمل الخيري.
أسس وقف الراجحي الذي يعد من أضخم الأوقاف في العالم الإسلامي، ويُموّل مشاريع تعليمية وصحية ودعوية داخل المملكة وخارجها.
3️⃣ يوسف الراجحي (مصر)
ساهم في دعم آلاف الأسر الفقيرة في صعيد مصر، من خلال تمويل مشروعات صغيرة، وبناء المدارس والمستشفيات، وتوفير فرص عمل للشباب. آمن بأن التنمية تبدأ بتمكين الإنسان.
4️⃣ جميل بن إبراهيم الجلبي (السعودية)
من خلال مؤسسة “باب رزق جميل”، ساهم في خلق آلاف فرص العمل، وموّل مشروعات صغيرة ومتوسطة للشباب والنساء، إيمانًا منه بأن العطاء لا يكون دائمًا بالمساعدات المباشرة، بل بفتح أبواب الاستقلال.
5️⃣ الشيخة موزا بنت ناصر (قطر)
من خلال مؤسسة التعليم فوق الجميع، دعمت تعليم ملايين الأطفال حول العالم، خصوصًا في مناطق النزاع. فالتعليم كان رسالتها الأولى في محاربة الفقر والتطرف والجهل.
🟢 نماذج عالمية لا تقل إشراقًا
1️⃣ بيل غيتس (الولايات المتحدة)
مؤسس مايكروسوفت، خصص أكثر من نصف ثروته للأعمال الخيرية عبر مؤسسة بيل ومليندا غيتس. ساهمت مؤسسته في القضاء على أمراض قاتلة، ودعم التعليم والرعاية الصحية في عشرات الدول.
2️⃣ وارن بافيت (الولايات المتحدة)
رجل الأعمال المعروف، تعهد بالتبرع بـ99% من ثروته، وشارك مع غيتس في إطلاق مبادرة The Giving Pledge لدعوة المليارديرات حول العالم إلى تخصيص جزء كبير من ثرواتهم للأعمال الخيرية.
🟢العطاء لا يتطلب الملايين
ليس كل من تصدّر هذه القائمة يملك المليارات، لكن كلهم يملكون قلبًا حيًا. فالعطاء لا يُقاس بالحجم، بل بالنية والأثر.
هناك “مليونيرات في الصمت”، لا يعرفهم الإعلام، لكنهم معروفون في الأحياء الفقيرة، في موائد الإفطار، وكفالات الأيتام، وترميم البيوت، ومصاريف الطلبة.
🟢 وفي الختام :
مليونير بأخلاقك، لا برصيدك
“المليونير الإنسان” هو الذي يرى في المال أداةً لاختبار إنسانيته، لا وسيلةً للتميّز الطبقي. هو من يجعل من ثروته جسرًا يعبر به الآخرون من الضيق إلى الفرج.
في زمن طغى فيه حب الذات، تظل نماذج هؤلاء الأثرياء الأمل بأن الخير باقٍ، وأن المال إن صادف قلبًا رحيمًا، صار أعظم نعمة في الدنيا والآخرة
✦ هل ستختار أن تكون مليونيرًا بالرحمة، وإن لم تملك سوى القليل؟
ابدأ الآن، فالعطاء لا يُقاس بالمبلغ، بل بالنية