هل ستلتزم إسرائيل بوقف إطلاق النار؟… بقلم / د . رجب عبد اللطيف محمد
رئيس قسم التنمية البشرية

هل ستلتزم إسرائيل بوقف إطلاق النار؟
منذ قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، لم يعرف العالم منهم عهدًا يُوفى، ولا اتفاقًا يُحترم. وها نحن
اليوم نرى الحديث يتكرر عن “وقف إطلاق النار”، وكأن التاريخ نسي أن اليهود قوم لا عهد لهم ولا ذمة، كما
وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز، وكما أثبتت الوقائع عبر القرون.
1️⃣ خيانة اليهود ونقضهم للعهود في القرآن الكريم
القرآن الكريم كشف حقيقتهم بوضوح، فقال الله تعالى:
“أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ”(سورة البقرة: 100)
وقال سبحانه: “فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً”(المائدة: 13)
فهاتان الائتمان تُبين أن نقض العهود صفة متأصلة فيهم، وأنهم لا يلتزمون بما يوقعون عليه من مواثيق، إلا ما وافق مصالحهم المؤقتة.
2️⃣ أدلة من التاريخ على خيانتهم ونقضهم العهود
💠خيانتهم للنبي ﷺ في المدينة : بعد أن هاجر النبي ﷺ إلى المدينة، عقد معهم وثيقة المدينة التي ضمنت حريتهم وأمانهم، فخانوا العهد مرارًا:
💠بنو قينقاع: اعتدوا على امرأة مسلمة في سوقهم، فحاصرهم النبي ﷺ حتى أجلاهم.
💠بنو النضير: حاولوا اغتيال النبي ﷺ غدرًا، فحاصرهم وأخرجهم.
💠بنو قريظة: خانوا في غزوة الأحزاب وتحالفوا مع المشركين.
💠غدرهم مع الخلفاء الراشدين : في عهد الخلفاء، لم يتوقف مكرهم؛ إذ ظهر عبد الله بن سبأ اليهودي الذي
تظاهر بالإسلام، ونشر الفتنة التي انتهت باستشهاد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، لتكون خيانتهم هذه المرة بالدهاء والمكر الفكري لا بالسلاح.
💠 خيانتهم في الحروب الصليبية وما بعدها : تعاون بعض اليهود مع الصليبيين ضد المسلمين طمعًا في المال والمكانة.
💠وفي العصر الحديث خانوا المواثيق الدولية:
◽وعد بلفور (1917)، بداية الغدر بالعرب.
◽قرار التقسيم 1947، ثم خرق كل اتفاقيات وقف النار مع العرب.
◽اتفاقات أوسلو، كامب ديفيد، ووادي عربة، كلها شهدت خروقات صهيونية متكررة باعتراف دولي.
💠 خيانتهم في فلسطين المعاصرة : في كل حرب على غزة، يعلنون “هدنة إنسانية” ثم ينقضونها خلال ساعات.
◽عام 2021: أعلنوا وقف النار ثم قصفوا مجددًا.
◽2023 و2024: خرقوا كل اتفاقات الهدنة أمام أعين العالم.
قال تعالى:”كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا”
(المائدة: 64)
💠خيانتهم عبر التاريخ الإنساني : لم يقتصر غدرهم على المسلمين فقط؛ بل حتى في أوروبا:
◽طُردوا من إنجلترا (1290م)، وفرنسا (1306م)، وإسبانيا (1492م)، بسبب الغدر والربا والمكر.
فهي سِمة متوارثة لا تُنكرها كتب التاريخ.
3️⃣ واقع اليوم امتدادٌ لأمس
اليوم تتكرر الصورة نفسها؛ اتفاقات وقف إطلاق النار والسلام لا تصمد، لأن الاحتلال الصهيوني يستغل كل هدنة لترتيب صفوفه ثم يعود للعدوان، فيغدر بالمدنيين ويقصف المستشفيات والمنازل والمخيمات دون رادع.
4 شهادة القرآن في عداوتهم للمؤمنين
قال الله تعالى: “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ”(المائدة: 82)
هذه الآية جامعة مانعة، تُقرر أن العداوة في قلوبهم متجذرة، وأن الوفاء عندهم استثناء نادر إن وُجد.
🔶 في الختام
اعتقد ان إسرائيل لن تلتزم بوقف إطلاق النار، لأن الخيانة في عقيدتهم عادة، وليست استثناء.
ووقف النار الحقيقي لا يتحقق إلا بزوال الظلم وعودة الحقوق لأصحابها، وقيام العدل الذي أمر الله