مدد يا بدوي شرك ام عبادة … بقلم / د . رجب عبد اللطيف محمد
رئيس قسم التنمية البشرية
مدد يا بدوي شرك ام عبادة
🗯️يكثر على ألسنة بعض الناس قولهم: “مدد يا بدوي” أو “مدد يا حسين”، طلبًا للعون أو البركة. وقد اختلف العلماء في حكم هذه العبارة، هل هي من الشرك بالله أم من وسائل التوسل المباحة؟ ولأهمية الأمر في العقيدة، وجب بيان الحكم الشرعي بالدليل من الكتاب والسنة وأقوال العلماء.
1️⃣ معنى قول (مدد يا بدوي)
المعنى اللغوي لكلمة “مدد” هو: العون والنصرة والزيادة.
فمن قال: “مدد يا بدوي” يقصد غالبًا طلب المساعدة من السيد أحمد البدوي .
2️⃣ طلب المدد من غير الله شرك أكبر
قال الله تعالى:
ا “وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ، إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ…”
(فاطر: 13-14)
وقال سبحانه:
“وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا”(الجن: 18)
✅ فدعاء غير الله — سواء كان نبيًّا أو وليًّا — شرك أكبر يُخرج من الملة، لأن الدعاء عبادة لا تصرف إلا لله.
3️⃣ المدد المباح هو طلب العون من الحي القادر الحاضر
قال الله تعالى عن موسى عليه السلام:
“فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ”
(القصص: 15)
أي طلب منه المساعدة وهو حيّ حاضر قادر، فكان هذا استغاثة جائزة.
أما طلب العون من ميت لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا، فذلك شرك محرم.
4️⃣ أقوال العلماء في المسألة
🔹 قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
🔹 من دعا الميت أو استغاث به فقد أشرك شركًا أكبر.
🔹 وقال ابن باز رحمه الله:
قول مدد يا فلان، أو يا بدوي، أو يا حسين، هو من الشرك الأكبر، لأنه دعاء لغير الله.
5️⃣ البديل المشروع
ينبغي للمسلم أن يقول:
“اللهم أعني”، أو “يا رب ارزقني المدد والتوفيق”،
فالله وحده هو القادر على الإغاثة والإمداد، كما قال تعالى: “إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ…”(الأنفال: 9)
🔶في الختام
إن قول “مدد يا بدوي” ليس من التوحيد في شيء، بل هو من ألفاظ الشرك التي يجب الحذر منها.
والمؤمن الحق يطلب العون والمدد من الله وحده، لأنه السميع المجيب، القادر على كل شيء.
فليكن شعارنا دائمًا:
“إياك نعبد وإياك نستعين”

