اكرهك
كلمة مؤلمة قد تخرج من قلبٍ كان مليئًا بالحب يومًا ما.
الزوجة لا تكره زوجها فجأة، ولكنها تتعب من التراكمات، ومن وجع التفاصيل الصغيرة.
هي لا تبحث عن الكمال، بل عن الحنان، والاحترام، والأمان.
فحين تفقد هذه المعاني، يتحول الحب شيئًا فشيئًا إلى كرهٍ وصمتٍ وابتعاد.
1️⃣ الجفاء العاطفي
عندما يغيب الاهتمام والكلمة الطيبة، يبرد القلب ويذبل الودّ.
المرأة بطبيعتها عاطفية، تبحث عن كلمة تشعرها بأنها ما زالت مهمة في حياة زوجها.
قال تعالى: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ”(النساء: 19)
والمعروف يشمل الكلمة الطيبة، والابتسامة، والاحتواء.
2️⃣ الإهانة والتقليل من القيمة
لا شيء يُطفئ المرأة أكثر من الكلمة الجارحة أو المقارنة المؤلمة.
حين يُقلل الزوج من شأن زوجته، يقتل بيديه ما تبقى من حبها له.
قال رسول الله ﷺ:”خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”(رواه الترمذي).
فمن أراد بقاء المودة، فليحفظ كرامة من تشاركه حياته.
3️⃣ الإهمال والتقصير
الإهمال لا يُوجِع الجسد، بل يُصيب الروح.
حين لا يسمع الزوج لزوجته، ولا يسأل عن همومها، تشعر كأنها تعيش بجسده فقط، لا بقلبه.
قال تعالى في وصف العلاقة الزوجية: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَوَدَّةً وَرَحْمَةً”(الروم: 21)
فالسكن لا يكون بالإهمال، بل بالاهتمام والاحتواء.
4️⃣ القسوة والسيطرة المفرطة
الزواج ليس سجنًا، بل شراكة قائمة على المودة والاحترام.
عندما يتحول الزوج إلى متحكم لا يسمع ولا يرحم، تنكسر المرأة داخليًا.
وقد قال النبي ﷺ: “استوصوا بالنساء خيرًا”
(رواه البخاري ومسلم).
فالوصية النبوية واضحة: الرحمة أولًا، لا التسلّط.
5️⃣ الخيانة أو الكذب
الخيانة تقتل الثقة، والكذب يهدم الأمان.
ومتى فُقد الأمان، لا يبقى للحب مكان.
قال ﷺ: “آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان”(متفق عليه).
فالخيانة ليست فقط فعلًا، بل أيضًا كلمة مكسورة أو وعد خائب.
6️⃣ غياب الاحترام المتبادل
الاحترام أساس كل علاقة ناجحة.
حتى في لحظات الغضب، يجب أن يبقى الاحترام حاضرًا.
فقد قال ﷺ “ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء”(رواه الترمذي).
فإذا غاب الأدب في الحوار، مات الحب في القلوب.
🔶في الختام
الزوجة لا تكره زوجها لأنها سيئة، بل لأنها تألّمت أكثر مما تحتمل.هي كانت تحب بصدق، ثم خذلها الواقع، وخنقها الإهمال.
فيا أيها الزوج، تذكّر قول الله تعالى: “وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ”(البقرة: 228)

