مقالات و رأي

كلمة ونص بقلم / د . رجب عبد اللطيف محمد

رئيس قسم التنمية البشرية

كلمة ونص

الاختصار مش مجرد مهارة… ده ذوق، وفَهْم، ونُضج. الكلمة القليلة اللي في مكانها بتوصل الرسالة بشكل أسرع وأوضح، وتوفّر على المتكلم والمستمع وقت وجهد. في زمن السرعة، بقت الدقيقة الواحدة لها قيمة، والكلمة اللي تتقال من غير فائدة بتسحب من رصيد يومك من غير ما تضيف له.

وكان نبينا هو القدوة الأولى في جمال البيان وحكمة الاختصار؛ كلامه واضح… صادق… مختصر… موزون. لا يرفع صوته بلا داعٍ، ولا يطيل بلا حاجة، وكان يختار من الكلام ما يفتح القلوب ويثبّت المعاني.

قالت عائشة رضي الله عنها:
“ما كان رسولُ اللهِ يَسْرُدُ الحديثَ كسَرْدِكم، ولكنَّه كان يتكلّم بكلامٍ بيّنٍ فَصْلٍ، يَحْفَظُه مَن جَلَسَ إليه. وكان يُحَدِّثُ حديثًا لو عَدَّه العادُّ لأحْصاه.”

🟢وإليك بعض فوائد الاختصار في الكلام :

1️⃣ سرعة إيصال المعنى
الاختصار يمنع التشتيت ويوصل الفكرة في لحظتها.

2️⃣ احترام الوقت
كلمة مختصرة تحترم وقتك ووقت غيرك… وتدي قيمة للحوار.

3️⃣ تركيز المستمع
العقل بيتفاعل أكتر مع الكلام القصير الواضح بدل الحشو.

4️⃣ قوة التأثير
الجمل الموجزة بتعيش أطول… مثل جوامع كلم النبي ﷺ.

5️⃣ تقليل الأخطاء وسوء الفهم
كل كلمة محسوبة… فالمعنى يبقى ثابت ومباشر.

6️⃣ اختيار الكلام بعناية
الاختصار بيعلمك تقول المهم فقط، من غير زيادة تضعف الفكرة.

7️⃣ تهذيب اللسان
قلة الكلام من صفات الحكماء، وزيادة الكلام من أسباب الزلل.

🟢في الختام :

الاختصار مش قلّة… ده قيمة.
وكلام النبي — وهو أجمل كلام — كان قليل اللفظ، عظيم المعنى.
اتكلم بوعي، اختصر بحكمة، واحفظ وقتك…
فقدوتك ﷺ لم يَسْرِد الحديث كسرد الناس، ومع ذلك بلغ بيانه الآفاق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى