مقالات و رأيمقالات وراي

هكذا كان يتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ….بقلم / د . رجب عبد اللطيف محمد

رئيس قسم التنمية البشرية

🖊️ *هكذا كان يتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم*

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبلغ من تحدث في لسان العرب وأعظمهم بلاغة، كان كلامه مختصرًا، لكن مليئًا بالمعاني العميقة التي تخاطب القلوب والعقول معًا. كان لا يتكلم إلا بما يحتاجه الناس، فكان حديثه يعبر عن الحكمة ويصل إلى الهدف بسهولة، لا يتكلف في كلامه، بل كانت كلماته توصل الرسالة بوضوح دون تطويل أو تعقيد.

كان صلى الله عليه وسلم يتحرى الكلمة الطيبة، والعبارة التي تترك أثرًا في نفوس مستمعيها. لم يكن صلى الله عليه وسلم يتكلم إلا إذا كان هناك فائدة أو حاجة للكلام، ولذا كان كلامه خفيفًا على الأذن، ولكن ثقيلًا في ميزان الحق.

🟢 *ماذا قال الله عنه ؟*

قال الله تعالى:
وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى” (النجم: 3-4).

هذه الآية توضح لنا أن كل كلمة نطق بها رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت معبرة عن وحي من الله سبحانه وتعالى، فلم يكن يتحدث عن هوى أو رغبة شخصية، بل كان كلامه هداية ورحمة للبشرية جمعاء.

🟢 *كيفية كلامه صلى الله عليه وسلم؟*

1. كلامه مختصر ومؤثر

كان صلى الله عليه وسلم لا يطيل الكلام إلا في الأمور التي تستدعي ذلك، وكان إذا تحدث اختصر ليُصلَح الأمر، ويُعلِّم الصحابة دون أن يُتعبهم بكلمات طويلة. فقد روى الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم كلامًا فصلاً، يفهمه كل من سمعه” (رواه أبو داود).

2. فصاحته في الكلام

كان صلى الله عليه وسلم فصيحًا في كلامه، يختار ألفاظه بعناية بحيث تلامس القلب والعقل، ولا تحتاج إلى تفسير إضافي. قال الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه:
كان النبي صلى الله عليه وسلم أبلغ الناس، وأحسنهم حديثًا” (رواه البخاري).

3. تنوع في أسلوب الحديث *

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث مع كل إنسان بحسب حاجته، فيختلف أسلوبه حسب الموقف. إذا كان في مجلس مع العلماء، كان كلامه بليغًا مفصلًا، وإذا كان مع العامة كان كلامه مختصرًا ومباشرًا. هذا التنوع في الأسلوب يدل على بلاغته العالية وفهمه العميق للناس واحتياجاتهم.

🟢 *فوائد اختصار كلام النبي صلى الله عليه وسلم:*

1. التأثير العميق: كلمات النبي صلى الله عليه وسلم كانت تصل إلى القلوب بسهولة، وهذا ناتج عن اختصارها وحسن اختيارها.

2. العلم النافع: كان صلى الله عليه وسلم يختصر في كلامه ليترك في كل كلمة حكمة عظيمة.

3. الوقار والاحترام: اختصار كلامه كان يجلب للمتحدث الوقار والاحترام، ويظهر قوة شخصيته.

4. التأمل والتفكير: اختصار كلامه كان يفتح المجال للتفكير والتأمل في معاني الكلمات التي ينطق بها، مما يزيد من قوتها.

💠 *قاعدة ذهبية من هدي النبي صلى الله عليه وسلم*

قال صلى الله عليه وسلم:
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت” (متفق عليه).

هذه القاعدة النبوية تلخص أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام. كان لا يتكلم إلا بما فيه خير، وكان يختصر حديثه ليكون ذا معنى وفائدة.

🟢 في الختام :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالًا للبلاغة والفصاحة، وكنزًا من الحكم والمواعظ. اختصار كلامه لم يكن يعيب حديثه، بل كان يزيده جمالًا وعمقًا. كان يختار كلماته بعناية، ويوصل رسالته بوضوح تام، مما يجعلنا نتعلم منه أهمية الحديث الذي يحمل المعنى والهدف، وكيف أن الكلام القليل يمكن أن يكون ذا تأثير كبير إذا كان نابعًا من صدق وهدى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى