القدس.. مدينة أم عقيدة؟
🗯️القدس ليست مجرد مدينة من مدن العالم، وليست مجرد موقع جغرافي على خريطة الكرة الأرضية. إنها في قلب كل مسلم، تسكن وجدانه، وتحيا في ضميره، لأنها ليست فقط مدينة… بل عقيدة.
1️⃣ القدس في قلب العقيدة الإسلامية
القدس هي مهد الأنبياء، ومسرى سيد الخلق محمد ﷺ. إليها أُسري به من المسجد الحرام، ومنها عُرج به إلى السموات العلى. يقول الله تعالى:
“سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى…”(الإسراء: 1)
ولأن الإسراء جزء من العقيدة، فالقدس بذلك جزء من عقيدة كل مسلم.
2️⃣ القبلة الأولى ومكانة المسجد الأقصى
القدس هي القبلة الأولى التي صلى إليها المسلمون، قبل أن تُحول إلى الكعبة. قال النبي ﷺ عن المسجد الأقصى:
“لا تُشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى.”(رواه البخاري ومسلم)
فكيف لا تكون القدس عقيدة، وهي موطن ثالث أقدس مسجد في الإسلام؟
من عمر بن الخطاب إلى صلاح الدين: مسؤولية أمة
لم يفرّط المسلمون في القدس عبر التاريخ، من عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي دخلها بسلام، إلى القائد صلاح الدين الأيوبي، الذي حررها من الصليبيين، وأعاد لها مكانتها، لأنها كانت دومًا قضية إيمان، لا مجرد أرض.
4️⃣لماذا نسأل: “مدينة أم عقيدة؟”
حين نفرّط في القدس، ونتعامل معها كـ”عقار”، أو “موقع تفاوض سياسي”، فإننا نُهين قداستها ونتنازل عن شرفها.
القدس ليست عقارًا يُباع أو يُقايض، بل شرف الأمة وأمانة في أعناقها.
وكما قيل :
“قضية القدس ليست قضية وطنية، ولا قومية فقط، بل قضية عقيدة.”
5️⃣واجبنا اليوم نحو القدس
🔹 الوعي بأهمية القدس عقائديًا.
🔹 تربية الأجيال على حبها والاستعداد للدفاع عنها.
🔹 دعم المرابطين وأهلها بكل وسيلة ممكنة.
🔹 الحديث عنها في الإعلام والتعليم والمنابر.
🔹 وفي الختام :
القدس عقيدة لن تموت ؛ القدس ليست مجرد حجارة، ولا مجرد مآذن وقباب، بل شريان في قلب كل مسلم حي. هي عقيدة، ودفاعنا عنها ليس خيارًا، بل واجب إيماني. ومن تخلى عنها، فقد تخلى عن جزء من دينه.
قال تعالي : “وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ”(سورة محمد، الآية 38)
القدس… ليست مدينة فقط، إنها عقيدة باقية، لا تموت.

