هام وعاجل للمخطوبين
تعريف الخِطبة : هي طلب الزواج من المرأة بالوسيلة المعروفة بين الناس ، فإن حصلت الموافقة فهي مجرد وعد بالزواج ،
لا يحل بها شئ من المخطوبة ، بل تظل أجنبية عنه حتى يعقد عليها ، وإليكَ أخي الخاطب وأختي المخطوبة هذه النصائح الغالية :
النصيحة الأولى : الاستخارة للخطبة.
والاستخارة هي صلاة ركعتين يدعوا العبد فيها ربه سبحانه وتعالى ، لأننا مهما بذلنا من جهد في الرؤية والتفكير والاستشارة تتبقى جوانب مستترة في الشخص الآخر لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى الذي يحيط علمه بكل شئ ولا يخفى عليه شئ ، ولهذا نلجأ إليه
ليوفقنا إلى القرار الصحيح ، عن طريق صلاة ركعتين وندعوا بهذا الدعاء الوارد في الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري رحمه الله عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان النبي ( صلى الله عليه وسلم )
يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن ( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم يقول : اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسلك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم
ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي
ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عنى وأصرفنى عنه وأقدر لي
الخير حيث كان ثم رضني به ويسمى حاجته ) .
ويجوز الدعاء قبل السلام وبعده والدعاء قبل السلام أفضل . ونتيجة الاستخارة تأتى في صورة توفيق وتيسير في الأمور ، ولا
يُشترط أن يرى المستخير رؤيا في المنام كما يدعى البعض إنما هي استلهام التوفيق من الله بعد بذل الجهد البشرى الممكن .
النصيحة الثانية : النظر إلى المخطوبة.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ” إذا خطب أحدكم المرأة فإن أستطاع أن
ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل ” . قال جابر فخطبت جارية فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها وتزوجها فتزوجها ) (1)
وعن المغيرة بن شعبة رضي اله عنه أنه خطب امرأة فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ” انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ” أي ( أحرى أن تدوم المودة بينكما ) (2 )
فلأبد للخاطب أن ينظر إلى خطيبته ، ولكن هناك سؤال يحتاج إلى جواب :
س: – هل ترى أولاً من تريد خطبتها ثم تقرر ؟ أم تقرر ثم ترى ؟
ج : – أرى أن الأفضل أن يرى الخاطب خطيبته قبل الذهاب لطلب خطبتها لأن كثير من الناس في هذه الأيام يشكون مما
يحدث من بعض الخاطبين أنه يأتي ويدخل البيت وتتم الرؤية الشرعية ثم يذهب ولا يعود وقد تكرر هذا كثيراً حتى إن الأخت
تصاب بحالة نفسية سيئة جداً ، لذلك أرى أنه من الأفضل تقديم الرؤية قبل التقدم لأهل الفتاة ، وهذا وارد في السنة كما في
حديث جابر رضي الله عنه أنه تربص لمن أراد أن يخطبها فوق شجرة حتى لا يجرح مشاعرها .
ولعل سأل يسأل فيقول : كيف تكون الرؤية قبل التقدم لأهلها ؟
والإجابة : إن هذا موضوع الخاطب يجتهد فيه عن طريق قريب أو أخته أو أمه … ويراها جيداً قبل التقدم لأهلها حتى لا يؤذيها
نفسياً إذا رآها ثم لم تجد عنده القبول .
النصيحة الثالثة : لا تخلو بخطيبتك من غير محرم .
قال الشيخ عبد الله ناصر علوان حفظه الله تعالى : لو استعرضنا واقع الناس الاجتماعي اليوم لرأينا أكثرهم يسير في أمر الخطوبة على طرفي نقيض :
– طرف متحلل مائع لا يتقيد بأدب الإسلام وتشريع هذا الدين فيسمح لنفسه أن يختلط بمخطوبته كيف شاء وحيث أراد بلا حدود ولا قيود بدعوى التعرف على الأخلاق
واكتشاف حقيقة الطبع والمزاج هذه الدعوى باطلة يرفضها الإسلام بل يحاربها بلا هوادة لكونها تتنافى مع مبادئ الفضيلة وكرامة المرأة ونظام الإسلام ولا يخفى على كل ذي عقل وبصيرة
أن هذه الخلطة اللا أخلاقية عدا عن أنها تؤول في أكثر الأحيان إلى مفاسد خُلقية وعلاقات مشبوهة ونتائج وخيمة فإنها أيضاً
تسئ إلي سمعة المخطوبة أكثر مما تسئ إلى سمعة الخاطب
لأن الفتاة إذا تركها الخاطب بحجة أنه لم ينسجم معها ولم تتفق أخلاقه مع أخلاقها أصبحت ولا شك عرضة للتهمة ، ومثاراً
للشبهة ، ومضغة في أفواه الناس … وهذا ما يجعلها أن تقعد عانساً في سوق الكساد بل تصبح هملاً من سقط المتاع !! .
ولا يخفى أيضاً على كل ذي لب وفهم أن هذه الخلطة اللا أخلاقية لن تحقق أهدافها في التعرف على الأخلاق للتكلف الذي يبديه كل منهما إلى الآخر وللتمثيل الذي يصطنعه الخطيبان لبعضهما في مسرح التهريج والدجل ،
وكم سمعنا عن خطوبات لا أخلاقية وقعت لم تحقق أهدافها في استقرار الحياة الزوجية ، وتحقيق الألفة والمودة بين الزوجين ، بل آل أمر الزواج بعد هذه الخلطة الآثمة على الفُرقة والطلاق .
فأين التعرف على حقيقة الأخلاق بالخلطة الدائمة في فترة التعارف والخطوبة ؟ ولكن الظالمين بهذه الحقائق الدامغة يجحدون !!
– وطرف متعصب متزمت لا يتقيد كذلك بأدب الإسلام وتشريع الدين ، فيرفض سنة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في رؤية الخاطب لمخطوبتة قبل العقد ، بل يعلن أنه لا يسمح للخاطب أن يرى ابنته إلا ليلة الزفاف .
. ولا يخفى على الفاهم المتبصر أن هذا الموقف المتزمت لا يلتقي مع شريعة الإسلام ، وعلى الأغلب لا ينعم الزوجان بسكن نفسي ، وسعادة زوجية ،
وربما كسدت البنت وقعدت في زوايا البيت فما على الخاطبين وأولياء المخطوبة إلا أن يلتزموا حدود الله عز وجل في ولوج باب الخطوبة ، ودخول عتبة الزواج …. إن أرادوا للمرأة كرامتها ، وللزوج مصلحته ، وللبيت سلامته ، وللمجتمع أخلاقه
( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )[ البقرة : 229] .(1)
قال الشيخ سيد سابق رحمه الله تعالى (2) : يحرم الخلو بالمخطوبة ، لأنها محرَّمة على الخاطب حتى يعقد عليها ، ولم يرد الشرع بغير النظر ، فبقيت على التحريم ، ولأنه لا يؤمن مع الخلوة مواقعة ما نهى الله عنه ، فإذا وجد محرَّم جازت الخّلْوة ، لامتناع وقوع المعصية مع حضوره .
النصيحة الرابعة : لا للخداع
اعلم رحمني الله وإياك إن كثير من حالات الطلاق تكون بسبب عدم المصارحة والخداع ، فترى الخاطب يُخادع خطيبته ، فيظهر لها في أحسن صورة من الجمال والأخلاق ويُخفى عليها كثيراً من أخلاقه ،
ولا يعلم هذا المسكين أن هذا الأمر هو سبب شقاءه بعد ذلك لأن خطيبته أحبت فيه الصفات الحسنة التي يتحلى بها فهي أحبته مثلاً لأنه ( كريم – متفاهم – حسن الخلق – كثير التبسم – قليل الغضب …. الخ ) ،
فإذا ظهر بعد ذلك على حقيقته وكان مخادعاً وأصبح بعد ذلك كثير الغضب – بخيلاً – غير متفاهم أو غير ذلك من الصفات السيئة ، أدى ذلك إلى بغضه وإلى المشاكل والصراعات الزوجية التي ربما انتهت في كثير من الحالات إلى الطلاق .
فالمؤمن الصادق الذي يريد حياة سعيدة لا يخفى أشياء ستظهر فيما بعد ، وقد يكون الأمر تطور ويصعب تقبل هذه العيوب ولذلك عليك بيان عيوبك ولو بالتدريج .
النصيحة الخامسة: لا تُكثر الأوامر لخطيبتك
فالأوامر لا تأخذها إلا من والدها ، الذي ينفق عليها لأنها تعيش في بيته ، وعندما تنتقل إلى بيتك بإذن الله تعالى وتكون زوجتك حينها يجوز لك أن تأمرها بما تشاء ولكن في غير معصية الله تعالى
النصيحة السادسة : عدم إطالة الخطبة قدر المستطاع
لأن إطالة الخِطبة تؤدى في كثير من الأحيان إلى مشكلات كثيرة يمكن تفاديها بتقصير هذه الفترة
فالمطلوب العمل الجاد من الطرفين على تقصير فترة الخِطبة قدر الإمكان .
النصيحة السابعة : لا تكثر من الزيارات وأعلم أن للبيت حُرُمَات
كثير من الناس يشكون من كثرة زيارات الخاطب لخطيبته ، وطول عدد ساعات الزيارة ويستحون
أن يخبرونه بذلك مما يجعلهم يملون منه ، وربما تقل محبته وتوقيره من قلوبهم ، فكن عزيزاً تزداد محبتك وتبقى هيبتك .