مقالات و رأي

الأمن الفكرى بين الوسطية والاعتدال بقلم / د محمد عبد الغفار

أمين عام الاتصال السياسى ورئيس لجنة خدمة المواطنين بحزب الأحرار الإشتراكيين

يُعتبر الأمن الفكرى جزء لا يتجزأ من الأمن القومى لأى دولة أو مجتمع،

فالأمن الفكرى يشير إلى حماية واستقرار الأفكار والمعتقدات والمعرفة داخل المجتمع .

فهو الركيزة الأساسية لإستقرار الدول والمجتمعات على وجه العموم .

والأمن الفكرى هو سلامة فكر الإنسان وعقله ومنهجه من الانحراف والجنوح والخروج،

عن حد الوسطية والاعتدال فى فهمه للأمور الدينية أو السياسية على حدٍ سواء .

وهو تأمين خلو أفكار وعقول أفراد المجتمع من كل فكر شائب،

أو مُعتقدٍ خاطئ، مما قد يُشكل خطرًا على نظام الدولة وأمنها .

وعلى ذلك فالأمن الفكرى يسعى إلى تعزيز الفكر المعتدل والوسطى،

حتى لا يؤول إلى الغلو أو التنطع أو الإلحاد أو العلمنة بمعناها الشامل .
ويستهدف الأمن الفكرى مواجهة أى أفكار تكون منحرفة أو شاذة أو غير مألوفة .

ويعمل على حماية عقول الشباب الناشئة بل وعقول المجتمع بِأَسْرِهِ،

من الوقوع فى براثن الأفكار المتطرفة التى تتعارض بكل تأكيد مع هوية الدولة ومعتقداتها،

خصوصًا فى ظل عالم الإنترنت والشبكة العنكبوتية،

وكافة وسائل الاتصال والتواصل الحديثة التى فتحت العالم بِأَسْرِهِ على مصراعيه .

وكذلك يهدف الأمن الفكرى إلى تحقيق الأمن والاستقرار فى الحياة الاجتماعية،

ولا يتأتى ذلك إلا من خلال تضافر الجهود وقيام الدولة بوضع برامج،

وخطط تقوم على الارتقاء بالوعى العام لأبناء المجتمع،

وتوفير قواعد البيانات، والاستفادة من الأبحاث العلمية فى ذلك المضمار،

مع الاستعانة بالمؤسسات ذات الخبرة وكذا المؤسسات التى تقوم بصناعة القرار .

والوصول إلى سلامة فكر المواطن وعقله وفهمه من الانحراف والجنوح،

وكذلك القضاء على كافة عوامل الشطط وبواعث الانحراف والابتعاد ،

عن أسباب التلوث الفكرى التى تمثل عاملًا خطيرًا على الفكر فتؤثر فيه،

وتميل به عن جادة الطريق، وتُخرجه عن وظيفته الأساسية،

التى تتمثل فى إثراء الحياة بالسلوك القويم والآثار النافعة وحفظ للضروريات والحاجيات،

وغرس المفاهيم والقناعات والمبادئ الثقافية والقيم وكذلك التصورات الاعتقادية،

التى تدعم المجتمع، وتقيه من عوامل الخوف والإرهاب ومسببات الخطر ونحوها ،

من دوافع الجنوح نحو الجريمة والعُنف،

حيث إنها عوامل تهدد النفوس والأموال والعقائد والأعراض والعقول .

ومن هنا فهناك تحديات جسام تواجه الأمن الفكرى،

لذا يجب الإسراع باتخاذ تدابير وسياسات لمواجهتها،

مع رسم الخطط المستقبلية لما يٌتصور أو يُتوقع حدوثه من تداعيات جراء تلك التحديات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى