
🖊️ دكتور بسطور جزار
في زمنٍ كان يُفترض أن تظل فيه مهنة الطب نموذجًا للرحمة والإنسانية، تحوّلت في بعض الأيادي إلى تجارة بحتة لا تعرف للضمير طريقًا. لم تعد العلاقة بين الطبيب والمريض قائمة على الرحمة بقدر ما أصبحت على حساب المصالح والأرقام. من المؤلم أن نشاهد من ينتمي لمهنةٍ سامية، ينظر إليها كوسيلة للثراء السريع، لا رسالة تُؤدى.
1️⃣ عملك طريق للجنة بالنية الصادقة
الطبيب الحقيقي لا يرى في مرضى العيادة مجرد “عملاء” أو أرقام، بل أرواحًا أودعها الله بين يديه. بنيةٍ صادقة، يصبح كل كشف وعلاج وابتسامة بابًا للجنة. فالنية تحول المهنة إلى عبادة، وتمنح العمل روحًا ومعنى.
2️⃣ الدكتور المتكبر
ما أصعب أن يُضاف إلى ألم المريض جرح الكلمة أو تجاهل النظرة. بعض الأطباء يتحدثون بتعالٍ، وكأنهم يملكون الحياة والموت. أسلوبهم في الحديث مع المرضى جاف، واستعلاؤهم يُشعِر المريض وكأنه عبء. الكبرياء في المهنة لا يليق، خصوصًا في حضرة من جاء يطلب العون لا المهانة.
3️⃣ الدكتور التاجر
تتحول العيادة أحيانًا إلى متجر، وتصبح التذكرة فوق طاقة المريض، والعملية بأسعار خيالية لا تتناسب مع الإمكانيات. يُكتب الدواء لأن شركة ما تدفع للطبيب نسبة، وتُطلب إشاعة لا لضرورتها، بل لأجل الربح. هكذا تُباع الثقة ويُشترى الألم.
4️⃣ مستشفيات بلا إمكانيات
كم من مريض دخل مستشفى عام فاقدًا الأمل، لا يجد جهازًا، ولا سريرًا، ولا اهتمامًا. المستشفى بلا أدوات، والطاقم بلا روح، والشكوى لا تُسمع. إنه الفشل المؤسسي حين تتجرد المرافق الصحية من أبسط مقومات العمل، ويضيع المريض بين طوابير الانتظار والإهمال.
5️⃣ مستشفيات خاصة لخراب البيوت
أما المستشفيات الخاصة، ففي كثيرٍ منها تتحول الأزمة الصحية إلى أزمة مالية. تدخلها لتُعالج، فتخرج منها مديونًا أو محطمًا. الأسعار جنونية، والتكاليف فوق التوقع، وكل شيء بثمن حتى الهواء! لا رقابة، ولا رحمة، ولا سقف للجشع.
6️⃣ دور الدولة في حماية المرضى
من واجب الدولة أن تضع ضوابط صارمة على أسعار الكشف والعلاج، وأن تُراقب المستشفيات الخاصة، وتضمن الحد الأدنى من الإمكانيات في المستشفيات الحكومية. لا بد من سنّ قوانين تردع كل من يتاجر بآلام الناس، وتمنح المرضى حقهم في العلاج الكريم.
7️⃣ واخيرا الوقاية خير من العلاج
الوقاية هي الدرع الأول. لو اعتنينا بأسلوب حياتنا وتغذيتنا ونشاطنا البدني، لتجنبنا كثيرًا من الأمراض.
الثقافة الصحية يجب أن تُزرع في البيت والمدرسة والإعلام، فالمواطن الواعي بصحته هو الحائط الأول الذي يقف أمام المرض والاستغلال معًا