أخبار عربية و دولية

البرلمان الإيراني يصوّت رسميًّا بإغلاق مضيق هرمز

أحد أهم الممرات البحرية في العالم

 أعلن التلفزيون الإيراني أنّ البرلمان الإيراني صوّت رسميًّا بالموافقة على قرار إغلاق مضيق هرمز – أهم ممرّ ملاحي لصادرات النفط العالمية – وينتظر القرار الآن توقيع المجلس الأعلى للأمن القومي، والذي قد يتم خلال ساعات قليلة…

ما معنى هذا القرار؟ ولماذا هو بهذه الخطورة؟

 مضيق هرمز،  يُعَدّ أحد أهم الممرات البحرية في العالم، إذ يمرّ عبره ما يقرب من 20٪ من تجارة النفط الدولية. وهو المنفذ الحيوي لنفط الخليج العربي، الذي تعتمد عليه مصانع الدول الغربية وآلاتها العسكرية، وعلى رأسها الولايات المتحدة…

 إغلاق هذا الممر يُعَدّ، حرفيًّا، خيارًا انتحاريًّا بالنسبة لإيران، إذ سيتسبّب في حرمان العالم من قرابة 40٪ من إنتاجه النفطي، ما سيؤدي إلى قفزة جنونية في أسعار النفط قد تتجاوز 150 دولارًا للبرميل الواحد،

وإذا استمر الوضع على هذا النحو، فقد يُفضي إلى تضخّم هائل، وارتفاع جنوني في الأسعار، قد يُسفر عن إفلاس شركات كبرى، وبداية أزمة اقتصادية عالمية غير مسبوقة، قد تكون أشدّ وطأة من أزمة عام 2008…

أقرب تشبيه لهذا القرار هو ما فعلته مصر عام 1967 حينما أغلقت خليج العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية، الأمر الذي مهّد لاندلاع حرب يونيو (النكسة).

هل كان هذا رد إيران الوحيد على القصف الأمريكي لمنشآتها النووية فجر اليوم؟

كلا، بل ردّت إيران خلال الساعات الماضية بإطلاق صواريخ بالغة التدمير من طراز “خيبر” و”خرمشهر” – وهما من أقوى الصواريخ في ترسانتها العسكرية –

وقد استهدفت تل أبيب، حيفا، مطار بن غوريون، ومدينة “نِس زيونا” في الأراضي المحتلة.

 وسائل إعلام إسرائيلية وصفت حجم الدمار بالهائل، مشيرةً إلى أن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية فشلت في اعتراض عدد كبير من الصواريخ، مما أسفر عن تدمير مبانٍ ومنشآت بالكامل.

من بين الأهداف التي تضررت بشدة، معهد إسرائيل للأبحاث البيولوجية في “نِس زيونا” – وهو أهم مركز بحثي بيولوجي في إسرائيل، وواحد من أكثر المنشآت سرّية. وقد اتُّهِم دوليًّا،

بحسب تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”، بأنه مسؤول عن تطوير أسلحة بيولوجية وكيميائية. وتُشير تقارير إعلامية حالية – لم تُؤكَّد بعد – إلى احتمال وقوع تسريبات بيولوجية خطيرة نتيجة الضربة.

 لكن، رغم ضخامة هذه التطورات، فإنها لا تُقارن بخطورة قرار إغلاق مضيق هرمز.

إعلان إيران هذا القرار يعني فعليًّا أنها بدأت مواجهة مباشرة مع الغرب بأسره. ومن المرجّح، إذا ما نُفِّذ القرار خلال الساعات القادمة، أن نشهد هجمة إعلامية شرسة ضد طهران، وربما تدخلًا عسكريًّا من تحالف دولي تقوده القوى الغربية إذا لم يُتوَصَّل إلى تسوية دبلوماسية.

والمؤشرات تُشير إلى أن إيران لا تنوي التراجع أو القبول باتفاقات، معتبرةً الضربة الأمريكية إهانة بالغة لا يمكن تجاهلها، خاصة وأنها ألحقت أضرارًا كبيرة ببرنامجها النووي، رغم عدم تدميره كليًّا، إذ أفادت تقارير بأن المواد النووية قد نُقلت إلى مواقع آمنة قبل الضربة، استنادًا إلى معلومات استخباراتية مسبقة.

 ما يزيد الوضع تعقيدًا واشتعالًا هو دخول روسيا على خطّ الأزمة؛ فقد صرّح نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي قبل قليل بأن “الولايات المتحدة تدفع العالم نحو صراع شامل”، وهدّد بإنة مستعد لتزويد إيران بسلاح نووي إن لزم الأمر..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى