
من أين لك هذا؟
في زمن “الترند”، صار السؤال الأهم ليس عن الفكر أو القيمة أو الجهد، بل: من أين لك كل هذه الأموال؟
نرى يوميًا على تيك توك وغيرها من المنصات شبابًا وفتيات يتلقّون دعمًا ماديًا مذهلًا في البثوث المباشرة،
دون تقديم علم نافع أو محتوى بنّاء، بل بمجرد رقص، صراخ، أو حتى أفعال سطحية بلا معنى. والسؤال يفرض نفسه:
هل نحن أمام دعم بريء أم ظاهرة خطيرة؟
1️⃣ أرقام لا تُصدّق
في بث مباشر واحد، قد يجني أحد مشاهير التيك توك 50 ألف جنيه مصري أو أكثر.
توثيق حالات يتقاضى أصحابها ما يزيد عن مليون جنيه شهرياً من الهدايا الرقمية فقط.
الدعم يأتي من متابعين مجهولين، وربما حسابات ممولة بشكل غامض.
1️⃣ علامات استفهام: هل هو غسيل أموال
ما يجري على هذه المنصات يدفعنا لطرح تساؤلات جدية:
🔹هل يُستخدم تيك توك كواجهة لغسيل الأموال؟
2️⃣هل تُغذّي هذه الأموال محتويات لا أخلاقية أو إباحية مموّهة؟
🔹من هم هؤلاء الداعمون؟ وهل الدعم عفوي أم مُنظم؟
🔹 كثير من المتخصصين يربطون بين هذه الظاهرة وظهور شبكات مشبوهة تعمل على تبييض الأموال، أو استغلال الشباب لصالح أجندات منحرفة فكرياً وسلوكياً.
2️⃣ التأثير على عقول الشباب
🔹خلق وهم أن الثراء لا يحتاج سوى شهرة سطحية.
🔹إضعاف قيمة العمل الحقيقي والإنجاز العلمي.
🔹تقليد أعمى من المراهقين، رغبة في الشهرة والمال السريع.
🔹انهيار المعايير الأخلاقية ونشر المحتوي الفارغ.
3️⃣ درو الدولة في محاربة الفساد المالي وحماية المجتمع
الدولة ليست مجرد جهة رقابية، بل مسؤولة عن حماية المجتمع من هذه الفوضى الرقمية.
ولذلك يجب أن تقوم بـالرقابة المالية الصارمة عن طريق :
🔹مراقبة مصادر الدعم.
🔹تتبع المحافظ الرقمية المشبوهة.
🔹سنّ قوانين لمكافحة الدعم المجهول أو المرتبط بمحتوى غير أخلاقي.
🔹إجبار المنصات على الإفصاح المالي عن حركة الأموال.
🔹الردع الإعلامي والتقني
🔹محاسبة المؤثرين الذين يروجون للفساد والتفاهة.
4️⃣ التعاون الدولي
🔹التنسيق مع جهات دولية لمراقبة تطبيقات البث.
🔹كشف الشبكات العابرة للحدود.
🔶 وفي الختام
المال السهل بلا رقابة يُفسد العقول قبل أن يملأ الجيوب.
فإن لم تتدخل الدولة، وتعي الأسرة، وتستيقظ النخب،
فسيأتي يومٌ نُصفّق فيه للتفاهة ونُحاكم فيه العقل!
📖 قال تعالى:
“ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيامًا” [النساء: 5]
قال المفسرون: لا تُمكِّنوا السفيه من التصرف في المال، فكيف إذا صرنا نمكّنه من العقول والأجيال؟