رغيف مقابل كفن …! بقلم / بقلم / د . رجب عبد اللطيف محمد
رئيس قسم التنمية البشرية

رغيف مقابل كفن !!!
🗯️في غزة، حيث الحياة تكاد تكون مستحيلة، يصبح كل يوم معركة من أجل البقاء. لا تقتصر المعاناة على القصف والتدمير فحسب، بل تمتد لتشمل كل تفاصيل الحياة اليومية،
بما في ذلك الحصول على لقمة العيش.
في مشهد مروع يعكس قسوة الواقع، يصبح طابور المساعدات مكانًا آخر يلتقي فيه الجوع بالموت.
فما كان في يوم من الأيام أملًا في النجاة، تحوّل إلى فخ يقضي على أرواح الأبرياء.
في ظل هذه الظروف القاسية، يضحي أهل غزة بأرواحهم وهم يبحثون عن “رغيف” يسد جوعهم، ليكتشفوا أن هذا الرغيف قد يصبح كفنًا لهم.
كيف تتحول المساعدات الإنسانية إلى مصدر آخر للقتل؟ هذا ما سنحاول الكشف عنه في هذه المقالة.
1️⃣ الموت من أجل لقمة العيش
في غزة، لم يعد الموت يأتي فقط من الطائرات والصواريخ، بل صار يترصد أهلها عند طوابير الخبز، وبين صناديق المساعدات.
يخرج الشاب والطفل والمرأة ليجلبوا ما يسد رمقهم، فيعود البعض منهم محمولين على الأكفان بدلًا من حمل الطعام.
2️⃣الطائرات تراقب، والقناصة يصطادون
في أكثر من مجزرة متكررة، تجمع الغزيون حول شاحنات الإغاثة، فإذا بالنار تنهمر عليهم كأنها لعنة جوعهم.
لم يحملوا سلاحًا، بل حملوا أكياسًا فارغة وقوارير ماء… لكنهم قتلوا كما يُقتل المقاتلون، أو أسوأ.
3️⃣ المساعدات تحوّلت لفخ موت
بات أهل غزة يقولون: “إن نجا جسدك من القصف، لن ينجو من الجوع، وإن قاومت الجوع، فلن تنجو من طابور الإغاثة”.
أصبح “الرغيف” كفنًا مؤجلًا، والمساعدة طُعمًا لصيد الفقراء المنهكين.
4️⃣أين الإنسانية؟
أين العالم من هذه المجازر؟!
أين الضمير العالمي من شعب يُقتل إذا طالب بحياة؟!
الدماء سالت تحت رايات “النجدة” التي جاءت من معابر الخذلان، ومعها البنادق تنتظر من يمد يده.
5️⃣غزة لا تستجدي… غزة تستغيث
ليس لأهل غزة خيار، فهم بين نارين: نار القصف ونار الجوع.
ومع ذلك، يصمدون، يجمعون فتات الأمل من تحت الركام، ويواصلون الحياة، لأنهم أبناء أرض لا تموت.
🔶 وفي الختام :
إن رغيف الخبز في غزة أصبح جسرًا إلى القبر، والمساعدات تحولت إلى مصيدة من الموت.
هذه ليست مجرد مجاعة، بل مجزرة متعمدة، وصمت العالم جريمة أخرى.
✊ من لم يُقتل بالقصف… يُقتل بالجوع
✊ ومن نجا من الجوع… يُقتل في طابور الإغاثة
فهل من مستيقظ؟