من غزة إلى السودان !!!… بقلم / د . رجب عبد اللطيف محمد
رئيس قسم التنمية البشرية

✍️ من غزة إلى السودان:
في عالمٍ يدّعي التقدُّم والإنسانية، تئنُّ شعوب تحت وطأة الجوع، وتتلاشى أرواح بصمت، لا فرق إن كانت على ضفاف النيل أو بين أنقاض غزة، فالنتيجة واحدة: موت ببطء، أمام أعين المتفرجين.
1️⃣ السودان: مأساة الإهمال والنسيان
منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، دخلت البلاد في دوامة عنف وفوضى أدت إلى انهيار النظام الغذائي والصحي بشكل شبه كامل،
خصوصًا في إقليم دارفور وولاية الجزيرة وولاية النيل الأبيض.
يعيش ملايين السودانيين الآن على حافة المجاعة، وسط نقص حاد في المياه النظيفة والدواء.
تقارير أممية تؤكد أن أكثر من 2.5 مليون طفل معرضون للموت جوعًا إن لم يتم التدخل العاجل.
لا حصار خارجي، بل حصار داخلي فرضته الحرب والنزوح والفوضى السياسية.
الجوع في السودان لا تسببه إسرائيل ولا القوى الغربية مباشرة، بل هو نتاج انهيار الدولة وتجاهل المجتمع الدولي.
2️⃣ غزة مجاعة بفعل الحصار والقتال
في المقابل، غزة، التي لم تكن غنية أبدًا، تعاني اليوم من مجاعة مصطنعة بفعل الحصار الإسرائيلي منذ أكثر من 17 عامًا، وزادها وحشية العدوان الأخير.
التقارير الدولية تؤكد أن أكثر من مليون إنسان منهم أطفال وكبار السن مهددون بالموت جوعًا.
الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول الغذاء والدواء عمداً، ويستهدف المزارع والمخابز ومخازن الإغاثة.
مجاعة غزة هي جريمة حرب مكتملة الأركان.
الجوع في غزة سلاح مقصود، يستخدمه الاحتلال لإخضاع شعب، ويحدث تحت مرأى العالم كله.
3️⃣ وفي الختام:
من السودان إلى غزة ، مجاعة في وجهين.. وضمير عالمي ميت ؛ الجوع ينهش الأجساد، والطفولة تضيع. لكن
الفرق أن غزة تجوع لأنها تقاوم، والسودان يجوع لأنه تاه في صراعاته الداخلية. كلاهما ضحية، لكن أحدهما تحت القصف والآخر تحت التجاهل.
🕊️ فهل آن للعالم أن يستيقظ؟
وان يرى الجائع كإنسان مش مجرد رقم؟