قلب المنظومة الصحية…بقلم / دعاء محمد احمد

قلب المنظومة الصحية

يُعدّ التمريض من المهن التي عرفها الإنسان عبر التاريخ، فهو الركيزة الأساسية التي تعتمد عليها المنظومة الصحية في كل دول العالم.

فالطبيب قد يشخّص المرض، لكن الممرض هو من يبقى بجانب المريض يراقب حالته،
يقدّم له الدواء، ويمنحه الأمان.

لهذا يُقال بحق إن التمريض هو قلب المنظومة الصحية الذي لا يتوقف عن النبض.

1️⃣ أهمية التمريض في الرعاية الصحية

يلعب التمريض دورًا محوريًا في تحسين جودة الخدمات الصحية، ومن أبرز جوانب أهميته:

🟢الرعاية المباشرة للمرضى
الممرض هو أقرب عنصر للمريض، يتابع علاماته الحيوية، يقدّم الدواء في مواعيده، ويُبلّغ الطبيب بأي تغير يطرأ على حالته.

🟢المساهمة في التشخيص والعلاج
يُعدّ الممرض حلقة الوصل بين المريض والطبيب، ويشارك في تنفيذ الخطة العلاجية بدقة لضمان أفضل النتائج.

🟢 التثقيف الصحي
يقدّم التمريض توعية للمرضى وأسرهم حول أهمية النظافة الشخصية، والوقاية من العدوى، والالتزام بتعليمات العلاج.

🟢 الدعم النفسي والإنساني
الممرض لا يعالج الجسد فقط، بل يداوي الروح أيضًا بابتسامته وكلماته الداعمة، ما يجعل المريض يشعر بالراحة والأمل.

2️⃣التمريض كعنصر قيادي في المنظومة الصحية

الممرض اليوم لا يقتصر دوره على الرعاية فقط، بل أصبح شريكًا قياديًا في اتخاذ القرارات الصحية، والمشاركة في وضع الخطط الوقائية والعلاجية.

ويُعتبر وجود ممرضين أكفاء ومؤهلين شرطًا أساسيًا لنجاح أي مستشفى أو مركز طبي، لأنهم يمثلون العصب الحيوي لكل الخدمات الطبية.

3️⃣ التمريض في أوقات الأزمات والطوارئ

خلال الأوبئة والحروب
والكوارث، يبرز دور الممرضين بوضوح، فهم الجنود المجهولون في الخطوط الأمامية.

كانوا دائمًا أول من يواجه الخطر وآخر من يغادر الميدان، مقدمين حياتهم فداءً لسلامة الآخرين.

وهذا ما ظهر جليًا خلال جائحة كورونا، حيث أثبت الممرضون شجاعتهم وتفانيهم في خدمة المرضى.

4️⃣التحديات التي تواجه مهنة التمريض

رغم مكانتها الكبيرة، تواجه مهنة التمريض عدة صعوبات منها:

🔶ضغط العمل الطويل وساعات المناوبة المتعبة.

🔶قلة عدد الممرضين مقارنة بعدد المرضى.

🔶ضعف التقدير المادي والمعنوي في بعض المؤسسات.

🔶النظرة المجتمعية التي تحتاج إلى مزيد من الوعي بأهمية هذه المهنة.

5️⃣ التمريض بين العلم والرحمة

التمريض ليس مجرد مهارة ميدانية، بل هو علم متطور يقوم على أسس أكاديمية ودراسات متخصصة.
لكن ما يميّزه هو أنه يجمع بين العلم والرحمة، بين العقل والقلب، فهو مهنة تجمع الإنسانية بالاحترافية في أروع صورها.

🟡 وفي الختام :

يمكن القول بأن ن التمريض هو النبض الدائم في جسد المنظومة الصحية.

بدونه لا تكتمل أي عملية علاج، ولا يشفى مريض، ولا تتحقق أهداف الرعاية الصحية.

لهذا يجب أن نُعطي الممرضين والممرضات المكانة التي يستحقونها، تقديرًا لعطائهم المستمر وتضحياتهم الصامتة.
فهم بحق القلب الذي ينبض بالحياة والرحمة داخل كل مؤسسة طبية.