مقالات و رأي

سفالة طالب ….بقلم / د . رجب عبد اللطيف محمد

رئيس قسم التنمية البشرية

سفالة طالب

لم تعد مشاهد العنف والتجاوز داخل المدارس مجرد حالات فردية، بل أصبحت ظاهرة مزعجة تمس هيبة التعليم، وكرامة المعلم، وسلامة الطلاب. ما نراه اليوم من سفالة بعض الطلبة ليس مجرد «قلة أدب»،

بل انهيار لقيم تربينا عليها جميعًا. وما لم نواجه هذا الانحدار، فسندفع جميعًا ثمن جيل لا يحترم أحدًا.

1️⃣واقع مؤلم

🛑 واقعة القليوبية – تمزيق ملابس المعلم أمام الطلاب (2025)
طالب بالصف الثاني الإعدادي اعتدى على مدرس أثناء الحصة، مزق قميص المدرس أمام التلاميذ، ثم حضر أهل الطالب واعتدوا على مديرة المدرسة ووكيلها.

✅النتيجة: فصل الطالب عامًا كاملًا وإحالة ولي الأمر للنيابة.

🛑 طالبة تُضرَب داخل مدرسة دولية بالتجمع الخامس (2025)
ظهرت ثلاث طالبات في فيديو يضربن طالبة أصغر منهن داخل ساحة المدرسة. المشهد تداوله الآلاف وأحدث غضبًا كبيرًا.

✅النتيجة: طرد الطالبات فورًا وفتح تحقيق موسع.

🛑 جريمة الإسكندرية – طالب يُقتل على يد زملائه (2025)
شاب إعدادي تعرض للضرب والسحل أمام المدرسة على يد اثنين من زملائه بسبب خلاف تافه وكانت النتيجة وفاته بعد ساعات ودخول أسرته في حالة صدمة.

🛑 أب يقتحم مدرسة في الجيزة ويعتدي على معلم (2024–2025)
ولي أمر يدخل المدرسة غاضبًا ويعتدي بالضرب على معلم لأنه «عاتب ابنه» على سلوك سيئ.

✅النتيجة: تحرير محضر ضده وإحالته للنيابة.

2️⃣ لماذا تتفشى سفالة بعض الطلاب؟

🔳تربية أسرية هشة
غياب القدوة في المنزل يجعل الطالب يتصرف دون رادع. فالطفل الذي يشاهد والده يصرخ أو يعتدي لن يتردد في تقليده.

🔳 مدارس بلا انضباط
اذا وجد الطالب قوانين صارمه تصل إلي الفصل التام من المدرسة وكذلك حرمانه من التعليم نهائياً في اي مدرسة أخري إذا تعدي علي مدرس بالضرب أو بالتنمر
إذا تم تطبيق مثل هذا القانون انا علي يقين أن سفالة بعض الطلاب ستنتهي وسنقضي علي هذه الظاهرة

🔳 السوشيال ميديا وصنّاع الفوضى
مقاطع «التنمر – التحديات – السخرية» التي تشجع التمرد تُعيد تشكيل عقول المراهقين.

🔳 ضغوط نفسية بلا متابعة
طالب يعاني مشكلات أسرية أو نفسية قد ينفجر في وجه معلمه بدلًا من أن يجد من يحتويه.

3️⃣ آثار هذه السفالة على التعليم والمجتمع

🛑 تكسير هيبة المعلم
المعلم الذي يتعرض للإهانة يصبح غير قادر على السيطرة، وتنقلب المعادلة التعليمية رأسًا على عقب.

🛑 مدرسة تتحول لساحة صراع
طالب يخاف، وآخر يتنمر، والمعلم في المنتصف دون حماية.

🛑 جريمة أخلاقية بحق الطالب نفسه
من يعتدي اليوم على معلمه، يعتدي غدًا على مجتمعه… ثم على نفسه.

4️⃣كيف نوقف هذا الانزلاق؟

✅ أسرة قوية ومتابعة حقيقية
التربية ليست «أكل ولبس»، بل احترام وانضباط.

✅ مدرسة قوانينها واضحة وصارمة
العقاب يجب أن يكون فوريًا… وعلنيًا.

✅ أخصائي اجتماعي ونفسي فعّال
لكشف طالب يعاني قبل أن يصير معتديًا.

✅ أنشطة تبني الشخصية والقيم
مسابقات، رياضة، عمل جماعي، برامج سلوك… كلها تخفف العنف وتُعلي الاحترام.

🟢وفي الختام:

سفالة بعض الطلاب جرس إنذار لمجتمع كامل. فالمعلم ليس خصمًا، والمدرسة ليست ساحة قتال. والاحترام الذي نزرعه اليوم هو ما سيحفظ أبناءنا غدًا. مواجهة هذه الظاهرة مسئولية الأسرة والمدرسة والدولة… قبل أن نخسر جيلًا بأكمله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى