مقالات و رأي

أحفاد إبليس.. بقلم …د رجب عبد اللطيف محمد

مدير قسم التنمية البشرية

أحفاد إبليس..

🔶رمضان شهر الطاعة، شهر القرآن، شهر تربية النفس على التقوى والصبر، لكن مع كل عام يتحول إلى موسم للإنتاج

الدرامي، حيث تتسابق القنوات لعرض المسلسلات التي تغرق البيوت في موجة من الترفيه الذي لا يخلو من مشاهد لا تليق

بحرمة الشهر الفضيل. فهل أصبحت المسلسلات تُضعف أجر الصائم وتفسد روحانية رمضان؟

✳️ المشهد الأول: دراما رمضان.. من التربية إلى الترفيه

في الماضي، كانت الدراما الرمضانية تحمل رسائل أخلاقية واجتماعية، وتتناول قضايا تمسّ حياة الناس

بواقعية واحتشام. أما اليوم، فقد أصبحت سباقًا للفت الأنظار عبر مشاهد الرقص، الملابس الفاضحة،

المشاحنات، والترويج لأنماط حياة بعيدة عن روحانيات الشهر الكريم.

مشاهد تتكرر كل عام:
رقص وغناء بلا هدف.

مشاهد إثارة وعلاقات غير شرعية.

ألفاظ بذيئة ومشاحنات بلا قيمة.

تصوير رمضان كأنه شهر سهرات وولائم فقط، دون روحانيات.

✳️ المشهد الثاني: كيف تؤثر هذه الأعمال على الصائم؟

يقول النبي ﷺ: “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه” (البخاري).

هذا يعني أن الصيام ليس فقط عن الأكل والشرب، بل عن كل ما يفسد الأخلاق ويبعد عن الله.

فكيف يكون الإنسان صائمًا عن الحلال من الطعام، لكنه لا يصوم عن مشاهدة الحرام؟

🔶 مشاهدة هذه الأعمال في رمضان تؤدي إلى:

تقليل الأجر وربما ضياعه : لأن الصيام يحتاج إلى مجاهدة النفس،
وليس إطلاق العنان للشهوات.

إفساد القلب: فبدل أن يرقّ بالقرآن، ينشغل بالرقص والمشاهد السطحية.

ضياع الوقت: حيث تضيع ساعات طويلة أمام الشاشة بدل استثمارها في الطاعة.

إفساد الأسرة: إذ يتربى الأبناء على مشاهد لا تناسب قدسية رمضان.

✳️ المشهد الثالث: ماذا يريد إبليس منا؟

مع دخول رمضان، تُصفد الشياطين، لكن تظل هناك وسائل أخرى لإفساد الصيام، ومنها بعض القنوات الفاسدة التي تغرق الناس في التسلية الفارغة بدل من أن تربطهم بالله. وكأن “أحفاد إبليس” – من بعض المنتجين والمخرجين والممثلين – يتولون المهمة بدلًا منه، فيجعلون الناس منشغلين بالدراما بدل الصلاة والقيام.

🔶 المشهد الأخير: كيف نحمي صيامنا؟

✔ انتقاء المشاهد النافعة: هناك برامج ومسلسلات ذات محتوى هادف ومفيد.

✔ وضع جدول عبادة: بحيث يكون الوقت ممتلئًا بالطاعات بدلًا من التسلية الفارغة.

✔ التذكير بالهدف من رمضان: فهو شهر التقرب إلى الله وليس شهر المسلسلات.

✔ توجيه الأبناء: لحماية الجيل الجديد من التأثير السلبي للإعلام الفاسد.

🔶 وفي الختام

شهر رمضان فرصة عظيمة للعودة إلى الله، فلا نضيّعه فيما لا ينفع. لنحذر مما يفسد صيامنا،

ولنجعل هذا الشهر خطوة نحو التغيير الحقيقي، لا مجرد صيام عن الطعام دون صيام عن الذنوب.

اللهم بلغنا رمضان أعوام عديدة وأعنا على طاعتك فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى