مقالات و رأي

هل نحن علي الحق؟ فلماذا لم ينصرنا الله؟ بقلم / د . رجب عبد اللطيف محمد

مدير قسم التنمية البشرية

هل نحن علي الحق؟ فلماذا لم ينصرنا الله؟

🔹 المقدمة :

كثيرًا ما يُطرح هذا السؤال: إذا كنا على الحق، فلماذا لا ننتصر؟

فهل النصر مرتبط فقط بكوننا على الحق، أم أن هناك أسبابًا أخرى؟

في هذه المقالة سوف نوضح الإجابة علي هذا السؤال من خلال العناصر التالية :

1️⃣ علاقة الحق بالنصر

2️⃣الله وعد بالنصر لكن بشروط

3️⃣ذنوبنا سبب تأخر النصر

4️⃣النصر لا يشترط أن يكون سريعاً

5️⃣ انواع النصر في الإسلام

6️⃣الخاتمة

1️⃣ علاقة الحق بالنصر

النصر لا يأتي لمجرد أن الحق معنا النصر في الإسلام له سنن وقوانين وضعها الله، ولا يتحقق لمجرد أننا نحمل الحق،

بل عندما نحقق شروط النصر. فكم من أنبياء وصالحين تعرضوا للابتلاء رغم أنهم على الحق.

قال تعالى:”أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ” (البقرة: 214).

2️⃣ الله وعد بالنصر لكن بشروط

الله وعد بالنصر لكن بشروط، منها:

🔹 الإيمان الصادق: نصر الله وعدٌ لا يتخلف الله سبحانه وتعالى جعل نصر المؤمنين سنة كونية،

فهو العدل الذي لا يخذل عباده الصادقين، قال تعالي :“إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ” (غافر: 51).

لكن هذا النصر ليس مطلقًا أو بدون شروط، بل مرتبط بالإيمان الحقيقي والعمل الصالح.قال

تعالى: “إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ” (محمد: 7).

🔹 الوحدة والاعتصام بحبل الله : التفرق والخلاف يضعف الأمة، كما قال تعالى: “وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا” (الأنفال: 46).

🔹 الإعداد الجيد : النصر يحتاج إلى قوة مادية ومعنوية، قال تعالى: “وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ” (الأنفال: 60).

3️⃣ ذنوبنا سبب تأخر النصر

◻️قد يكون تأخر النصر بسبب معاصي المسلمين، كما حدث في غزوة أحد عندما خالف الرماة أمر النبي ﷺ،

فقال الله:
“قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ” (آل عمران: 165).

4️⃣ النصر لا يشترط أن يكون سريعًا

حتى الأنبياء تأخر عنهم النصر رغم أنهم على الحق، قال تعالى:

“حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا” (يوسف: 110).

فالله يختبر عباده قبل أن ينصرهم، كما قال تعالى:

“وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ” (آل عمران: 141).

فالنصر قد يتأخر ليتميز الصادقون من المنافقين، وليُظهر الله من يستحق النصر.

كما أن الله عز وجل أحيانًا يُمهل الظالمين ليزدادوا في الطغيان قبل أن يأخذهم أخذ عزيز مقتدر، قال تعالى:

“وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ” (إبراهيم: 42).

5️⃣ أنواع النصر في الإسلام

نصر الله للمؤمنين لا يكون دائمًا بانتصار عسكري أو سياسي، بل قد يكون:

🔹نصرًا معنويًا بالصبر والثبات، كما حدث مع الصحابة في مكة.

🔹نصرًا استراتيجيًا بعد وقت طويل، كما في فتح مكة بعد سنوات من المعاناة.

🔹نصرًا أخرويًا، حيث يكون الشهداء أحياء عند ربهم يُرزقون.

6️⃣ الخاتمة

وفي الختام الحق وحده لا يكفي للنصر، بل لا بد من تحقيق شروطه، والصبر على الابتلاء، والأخذ بالأسباب،

والثقة بوعد الله قال تعالي ( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ”) فهو وعد من الله لا يتخلف، لكن علينا أن نسأل أنفسنا:

هل نحن من المؤمنين الذين يستحقون هذا النصر؟

فإذا أعددنا العدة، وتوكلنا على الله، وصبرنا على البلاء، فإن النصر قادم لا محالة، ولو بعد حين.

أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى